• أبريل 21, 2025
  • أبريل 21, 2025

إذاعة الشرق

على امتداد القرنين العشرين والحادي والعشرين، شهد العالم بروز عدد من الباباوات الذين أعادوا رسم ملامح الكنيسة الكاثوليكية، ليس فقط من الداخل، بل على مستوى العلاقات الدولية، والبعد الإنساني والأخلاقي للدين في عالم مضطرب. تنوعت أدوارهم بين من قاد الكنيسة في أزمنة الحرب، ومن فتح أبوابها نحو العالم الحديث، ومن وحّد بين الروحانية والعدالة الاجتماعية.

في سنوات الحرب العالمية الثانية، برز البابا بيوس الثاني عشر الذي واجه تحديات معقدة، لا سيما في موقف الفاتيكان من النازية. ورغم الجدل الذي أحاط بتصرفاته، فقد لعب أدوارًا غير معلنة لإنقاذ اليهود من الاضطهاد، وسط ظروف سياسية وأخلاقية حرجة.

ثم جاء يوحنا الثالث والعشرون، المعروف بـ”البابا الطيّب”، الذي أطلق المجمع الفاتيكاني الثاني، فاتحًا الكنيسة على العالم الحديث، مشجعًا الحوار بين الأديان، ومجسّدًا لروح التواضع والانفتاح.

خلفه بولس السادس، الذي عمّق هذا الانفتاح، وجعل من الكرسي الرسولي صوتًا عالميًا للعدالة الاجتماعية، متنقلاً بين القارات، حاملاً هموم الشعوب في صلواته وخطابه.

أما يوحنا بولس الأول، فقد لمعت نجمته بسرعة، وإن كانت حبريته لم تدم سوى 33 يومًا. لكن ابتسامته وتواضعه جعلته رمزًا محببًا للإنسانية.

وفي عهد يوحنا بولس الثاني، عرفت الكنيسة مرحلة تأثير عالمي غير مسبوق. كان شخصية كاريزمية، لعب دورًا بارزًا في إسقاط الشيوعية، وتجول في أكثر من 120 دولة، مدافعًا عن حقوق الإنسان بلا كلل.

جاء من بعده بنديكتوس السادس عشر، رجل الفكر والعقل، الذي أعاد التأمل في علاقة الإيمان بالعقل المعاصر. ورغم محافظته اللاهوتية، اتخذ قرارًا شجاعًا بالتنحي لأسباب صحية، في سابقة تاريخية.

وفي آخر فصل من هذا التاريخ الحديث، برز البابا فرنسيس كوجه إنساني للكنيسة، حاملاً رسالة الرحمة والعدالة إلى العالم. كان أول بابا من أميركا اللاتينية، وأول من زار العراق، موقعًا وثيقة الأخوة الإنسانية مع شيخ الأزهر، وداعمًا لقضايا الفقراء والمهمشين، ومدافعًا عن البيئة كأمانة أخلاقية.

لقد مثّل هؤلاء الباباوات نقاط تحوّل في مسار الكنيسة، كلٌّ على طريقته، لكنهم جميعًا شكّلوا معًا مسيرة روحية وإنسانية امتدت لعقود، وحملت رسالة تتجاوز الكنيسة إلى الإنسان في جوهره.

 

إذاعة الشرق

على امتداد القرنين العشرين والحادي والعشرين، شهد العالم بروز عدد من الباباوات الذين أعادوا رسم ملامح الكنيسة الكاثوليكية، ليس فقط من الداخل، بل على مستوى العلاقات الدولية، والبعد الإنساني والأخلاقي للدين في عالم مضطرب. تنوعت أدوارهم بين من قاد الكنيسة في أزمنة الحرب، ومن فتح أبوابها نحو العالم الحديث، ومن وحّد بين الروحانية والعدالة الاجتماعية.

في سنوات الحرب العالمية الثانية، برز البابا بيوس الثاني عشر الذي واجه تحديات معقدة، لا سيما في موقف الفاتيكان من النازية. ورغم الجدل الذي أحاط بتصرفاته، فقد لعب أدوارًا غير معلنة لإنقاذ اليهود من الاضطهاد، وسط ظروف سياسية وأخلاقية حرجة.

ثم جاء يوحنا الثالث والعشرون، المعروف بـ”البابا الطيّب”، الذي أطلق المجمع الفاتيكاني الثاني، فاتحًا الكنيسة على العالم الحديث، مشجعًا الحوار بين الأديان، ومجسّدًا لروح التواضع والانفتاح.

خلفه بولس السادس، الذي عمّق هذا الانفتاح، وجعل من الكرسي الرسولي صوتًا عالميًا للعدالة الاجتماعية، متنقلاً بين القارات، حاملاً هموم الشعوب في صلواته وخطابه.

أما يوحنا بولس الأول، فقد لمعت نجمته بسرعة، وإن كانت حبريته لم تدم سوى 33 يومًا. لكن ابتسامته وتواضعه جعلته رمزًا محببًا للإنسانية.

وفي عهد يوحنا بولس الثاني، عرفت الكنيسة مرحلة تأثير عالمي غير مسبوق. كان شخصية كاريزمية، لعب دورًا بارزًا في إسقاط الشيوعية، وتجول في أكثر من 120 دولة، مدافعًا عن حقوق الإنسان بلا كلل.

جاء من بعده بنديكتوس السادس عشر، رجل الفكر والعقل، الذي أعاد التأمل في علاقة الإيمان بالعقل المعاصر. ورغم محافظته اللاهوتية، اتخذ قرارًا شجاعًا بالتنحي لأسباب صحية، في سابقة تاريخية.

وفي آخر فصل من هذا التاريخ الحديث، برز البابا فرنسيس كوجه إنساني للكنيسة، حاملاً رسالة الرحمة والعدالة إلى العالم. كان أول بابا من أميركا اللاتينية، وأول من زار العراق، موقعًا وثيقة الأخوة الإنسانية مع شيخ الأزهر، وداعمًا لقضايا الفقراء والمهمشين، ومدافعًا عن البيئة كأمانة أخلاقية.

لقد مثّل هؤلاء الباباوات نقاط تحوّل في مسار الكنيسة، كلٌّ على طريقته، لكنهم جميعًا شكّلوا معًا مسيرة روحية وإنسانية امتدت لعقود، وحملت رسالة تتجاوز الكنيسة إلى الإنسان في جوهره.

 

أبرز باباوات القرن العشرين والواحد والعشرين: وجوه غيّرت تاريخ الكنيسة والعالم