اذاعة الشرق
بدأت تبعات اللقاء الأخير الذي جمع بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تتكشف شيئاً فشيئاً. هذه المشادة التي شاهدها الملايين عبر شاشات التلفزة التي تصاعد فيها الخلاف بين واشنطن وكييف، باتت مثار قلق كبير وسط ترقب روسي وتوجس أوروبي.
أوروبا، التي فوجئت بموقف واشنطن، استنفرت لدعم كييف. وفي ذات السياق أكد المستشار الألماني أولاف شولتس أن أوكرانيا تستطيع الاعتماد على أوروبا، بينما دعت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى قمة عاجلة لبحث التطورات. من جهتها صرحت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، بأن “العالم الحر يحتاج إلى زعامة جديدة”، مشددة على أن أوروبا ستقف إلى جانب أوكرانيا.
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد حذّر من محاولة تصوير زيلينسكي كمحفز لحرب عالمية ثالثة، مشددًا على أن روسيا هي المعتدي. وخرجت تصريحات من القادة الأوروبين بعد لقاءات مكثفة لدعم أوكرانيا في مواجهة ترامب، جاءت هذه التصريحات في اجتماع لندن يوم الأحد الذي أتى بدعوة من رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، وصولًا إلى قمة أوروبية مخصصة لأوكرانيا في السادس من مارس.
وفي هذا السياق، صرّح كير ستارمر، عقب محادثاته مع حلفاء كييف بحضور زيلينسكي، بأن على “أوروبا تحمّل العبء الأكبر” لضمان السلام في أوكرانيا، لكنه شدد في الوقت ذاته على أهمية الدعم الأميركي. وأوضح أن تحقيق الاستقرار في القارة الأوروبية يتطلب دعمًا قويًا من واشنطن لضمان نجاح هذا الجهد.
وفي ختام القمة التي عُقدت في لندن حول الأمن في أوروبا والحرب في أوكرانيا، شددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين على ضرورة إعادة تسليح القارة بشكل عاجل. وأعلنت أنها ستطرح “خطة شاملة” لإعادة تسليح أوروبا خلال قمة الدفاع الخاصة بالاتحاد الأوروبي الخميس المقبل، مؤكدة أن زيادة الإنفاق الدفاعي يجب أن تستمر على مدى زمني طويل.
وأضافت فون دير لايين أن قادة 18 دولة حليفة لكييف، خلال اجتماعهم بحضور زيلينسكي، ناقشوا الحاجة إلى ضمانات أمنية شاملة لأوكرانيا، تشمل الجوانب الاقتصادية والعسكرية. كما أكدت على أهمية زيادة الإنفاق الدفاعي في أوروبا، والاستعداد للأسوأ، مشيرة إلى أن التعاون مع الولايات المتحدة ضروري لمنع الحروب مستقبلاً.
خلفية التوتر:
وكان توتُّر العلاقة بين الطرفين الأمريكي والأوكراني ليس جديدًا، إذ تزايدت حدته خلال الأسابيع الماضية عندما وصف ترامب زيلينسكي بـ”الديكتاتور”، ثم حاول التخفيف من وطأة تصريحه دون التراجع عنه. وزاد الوضع تعقيدًا بعد اتصال ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 12 فبراير، حيث بدا واضحًا ميل واشنطن نحو التقارب مع موسكو.
أوكرانيا، التي تسعى للحصول على ضمانات أمنية من الولايات المتحدة، تشعر بقلق إزاء هذا التحول، خاصة بعد لقاء وزيري الخارجية الأميركي والروسي في الرياض، وهو الأول من نوعه منذ بدء الحرب قبل ثلاث سنوات، دون مشاركة كييف أو الأوروبيين.
في المقابل، ترى إدارة ترامب أن كييف لا تُظهر امتنانًا كافيًا للدعم العسكري الذي تلقته خلال إدارة بايدن. هذا الموقف عبَّر عنه بوضوح جاي دي فانس نائب الرئيس الحالي دونالد ترامب خلال اجتماع الجمعة، مما أشعل مواجهة مباشرة أمام الصحافة. وبعد اللقاء، أعلن ترامب عبر منصته “تروث سوشيل” أن زيلينسكي يمكنه العودة عندما يكون “مستعدًا للسلام”، بينما طالب وزير الخارجية ماركو روبيو الرئيس الأوكراني بتقديم اعتذار.
هذا التوتر يعكس موقف ترامب المعلن سابقًا تجاه المساعدات العسكرية لكييف، وعدم تحميل موسكو مسؤولية الحرب. في هذا السياق، أشار براين فينوكين، الباحث في مجموعة الأزمات الدولية، إلى أن طريقة تعامل الإدارة الأميركية مع الأزمة ليست مفاجئة، إذ تعكس توجهات ترامب تجاه الصراع الروسي الأوكراني.
في ظل هذه التطورات، يبقى مستقبل الدعم الأميركي لأوكرانيا غير واضح، بينما تسعى أوروبا إلى سد الفجوة التي قد تتركها واشنطن في موقفها من الصراع.
اذاعة الشرق
بدأت تبعات اللقاء الأخير الذي جمع بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تتكشف شيئاً فشيئاً. هذه المشادة التي شاهدها الملايين عبر شاشات التلفزة التي تصاعد فيها الخلاف بين واشنطن وكييف، باتت مثار قلق كبير وسط ترقب روسي وتوجس أوروبي.
أوروبا، التي فوجئت بموقف واشنطن، استنفرت لدعم كييف. وفي ذات السياق أكد المستشار الألماني أولاف شولتس أن أوكرانيا تستطيع الاعتماد على أوروبا، بينما دعت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى قمة عاجلة لبحث التطورات. من جهتها صرحت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، بأن “العالم الحر يحتاج إلى زعامة جديدة”، مشددة على أن أوروبا ستقف إلى جانب أوكرانيا.
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد حذّر من محاولة تصوير زيلينسكي كمحفز لحرب عالمية ثالثة، مشددًا على أن روسيا هي المعتدي. وخرجت تصريحات من القادة الأوروبين بعد لقاءات مكثفة لدعم أوكرانيا في مواجهة ترامب، جاءت هذه التصريحات في اجتماع لندن يوم الأحد الذي أتى بدعوة من رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، وصولًا إلى قمة أوروبية مخصصة لأوكرانيا في السادس من مارس.
وفي هذا السياق، صرّح كير ستارمر، عقب محادثاته مع حلفاء كييف بحضور زيلينسكي، بأن على “أوروبا تحمّل العبء الأكبر” لضمان السلام في أوكرانيا، لكنه شدد في الوقت ذاته على أهمية الدعم الأميركي. وأوضح أن تحقيق الاستقرار في القارة الأوروبية يتطلب دعمًا قويًا من واشنطن لضمان نجاح هذا الجهد.
وفي ختام القمة التي عُقدت في لندن حول الأمن في أوروبا والحرب في أوكرانيا، شددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين على ضرورة إعادة تسليح القارة بشكل عاجل. وأعلنت أنها ستطرح “خطة شاملة” لإعادة تسليح أوروبا خلال قمة الدفاع الخاصة بالاتحاد الأوروبي الخميس المقبل، مؤكدة أن زيادة الإنفاق الدفاعي يجب أن تستمر على مدى زمني طويل.
وأضافت فون دير لايين أن قادة 18 دولة حليفة لكييف، خلال اجتماعهم بحضور زيلينسكي، ناقشوا الحاجة إلى ضمانات أمنية شاملة لأوكرانيا، تشمل الجوانب الاقتصادية والعسكرية. كما أكدت على أهمية زيادة الإنفاق الدفاعي في أوروبا، والاستعداد للأسوأ، مشيرة إلى أن التعاون مع الولايات المتحدة ضروري لمنع الحروب مستقبلاً.
خلفية التوتر:
وكان توتُّر العلاقة بين الطرفين الأمريكي والأوكراني ليس جديدًا، إذ تزايدت حدته خلال الأسابيع الماضية عندما وصف ترامب زيلينسكي بـ”الديكتاتور”، ثم حاول التخفيف من وطأة تصريحه دون التراجع عنه. وزاد الوضع تعقيدًا بعد اتصال ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 12 فبراير، حيث بدا واضحًا ميل واشنطن نحو التقارب مع موسكو.
أوكرانيا، التي تسعى للحصول على ضمانات أمنية من الولايات المتحدة، تشعر بقلق إزاء هذا التحول، خاصة بعد لقاء وزيري الخارجية الأميركي والروسي في الرياض، وهو الأول من نوعه منذ بدء الحرب قبل ثلاث سنوات، دون مشاركة كييف أو الأوروبيين.
في المقابل، ترى إدارة ترامب أن كييف لا تُظهر امتنانًا كافيًا للدعم العسكري الذي تلقته خلال إدارة بايدن. هذا الموقف عبَّر عنه بوضوح جاي دي فانس نائب الرئيس الحالي دونالد ترامب خلال اجتماع الجمعة، مما أشعل مواجهة مباشرة أمام الصحافة. وبعد اللقاء، أعلن ترامب عبر منصته “تروث سوشيل” أن زيلينسكي يمكنه العودة عندما يكون “مستعدًا للسلام”، بينما طالب وزير الخارجية ماركو روبيو الرئيس الأوكراني بتقديم اعتذار.
هذا التوتر يعكس موقف ترامب المعلن سابقًا تجاه المساعدات العسكرية لكييف، وعدم تحميل موسكو مسؤولية الحرب. في هذا السياق، أشار براين فينوكين، الباحث في مجموعة الأزمات الدولية، إلى أن طريقة تعامل الإدارة الأميركية مع الأزمة ليست مفاجئة، إذ تعكس توجهات ترامب تجاه الصراع الروسي الأوكراني.
في ظل هذه التطورات، يبقى مستقبل الدعم الأميركي لأوكرانيا غير واضح، بينما تسعى أوروبا إلى سد الفجوة التي قد تتركها واشنطن في موقفها من الصراع.
