• مارس 24, 2025
  • مارس 24, 2025

إذاعة الشرق

في نهاية شهر مارس من كل عام، يعيش الملايين حول العالم تغيّرًا زمنيًا قد يبدو بسيطًا لكنه يثير الكثير من التساؤلات والارتباك. ففي ليلة السبت 29 إلى الأحد 30 مارس 2025، عند الساعة الثانية صباحًا، ستُقدَّم الساعة لتصبح الثالثة صباحًا في فرنسا، إيذانًا ببدء العمل بالتوقيت الصيفي، والذي سيستمر حتى 26 أكتوبر 2025. قد يشعر البعض بأنهم “خسروا” ساعة نوم، لكن الأجهزة الذكية مثل الهواتف والحواسيب تتكفل بتحديث التوقيت تلقائيًا، مما يجعل الانتقال سلسًا من الناحية التقنية، وإن كان مرهقًا بيولوجيًا للبعض.
التوقيت الصيفي ليس ظاهرة جديدة، بل يعود تاريخه إلى أكثر من قرن. ظهر أولاً في ألمانيا والنمسا عام 1916، خلال الحرب العالمية الأولى، كوسيلة لتوفير الطاقة عبر تقليل الحاجة للإضاءة الصناعية مساءً. في فرنسا، طُبق النظام عام 1976 بعد أزمة النفط، للغرض نفسه: تقليل استهلاك الكهرباء عبر الاستفادة أكثر من ضوء النهار. وفي عام 1998، قام الاتحاد الأوروبي بتوحيد مواعيد تغيير التوقيت بين الدول الأعضاء.
لكن في السنوات الأخيرة، بدأ هذا التغيير الزمني يثير جدلاً متصاعدًا في أوروبا. ففي 2019، صوّت البرلمان الأوروبي لصالح إنهاء العمل بالتوقيت الصيفي والشتوي، استنادًا إلى استطلاع شارك فيه أكثر من 4 ملايين أوروبي، عبّر 84% منهم عن رغبتهم في إلغاء تغيير الساعة مرتين في السنة. وفي فرنسا، أظهرت المشاورات أن 59% من الفرنسيين يفضلون الإبقاء على التوقيت الصيفي بشكل دائم. وكان من المتوقع أن يتم تنفيذ هذا القرار بحلول عام 2021، لكن أزمة كوفيد-19 وتحديات التنسيق بين الدول الأوروبية أدت إلى تأجيله إلى أجل غير مسمى. واليوم، لم يعد إنهاء هذا النظام مدرجًا على جدول أعمال الاتحاد الأوروبي، مما يعني أن التغيير سيستمر إلى إشعار آخر.
أما في العالم العربي، فالوضع متباين. بعض الدول تعتمد التوقيت الصيفي، وأخرى لا تعتمد عليه. في لبنان حدثت فوضى في عام 2023 عندما تم تأجيله بشكل مفاجئ، مما أثار جدلًا واسعًا. فلسطين: تعتمد التوقيت الصيفي كذلك، ويبدأ عادة في أواخر مارس أو أوائل أبريل، حيث تُقدَّم الساعة ساعة واحدة. لكن المواعيد تتغير أحيانًا حسب قرارات الحكومة. أما الأردن: فقامات حكومته بإلغاء التوقيت الشتوي بشكل دائم، منذ أكتوبر 2022، أي أن الأردن يعمل الآن بالتوقيت الصيفي طوال العام، ولن يُرجع الساعة في فصل الخريف كما كان معتادًا سابقًا.

أما دول مثل المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر والكويت والجزائر فقد ألغت التوقيت الصيفي نهائيًا، وتعمل على توقيت واحد طوال العام، حفاظًا على الاستقرار الزمني وتفادي الارتباك لدى المواطنين والمقيمين.
الجدل حول هذا النظام لا يتوقف عند اختلاف الآراء حول فائدته، بل يمتد إلى تأثيراته الصحية، حيث يشكو كثيرون من اضطراب النوم، وتغير المزاج، وصعوبة التكيّف خاصة لدى الأطفال وكبار السن. مع ذلك، لا يزال مؤيدوه يرون فيه وسيلة فعالة لتوفير الطاقة وتشجيع النشاط خلال ساعات النهار الأطول.
إلى أن يتم الحسم الأوروبي النهائي، ستستمر فرنسا ودول عديدة أخرى في تقديم وتأخير عقارب الساعة مرتين كل عام. لذا، لا تنسَ أن تقدم ساعتك 60 دقيقة ليلة 30 مارس… وقد يكون هذا التغيير هو الأخير، أو مجرد محطة أخرى في نقاشٍ لم يُحسم بعد.

إذاعة الشرق

في نهاية شهر مارس من كل عام، يعيش الملايين حول العالم تغيّرًا زمنيًا قد يبدو بسيطًا لكنه يثير الكثير من التساؤلات والارتباك. ففي ليلة السبت 29 إلى الأحد 30 مارس 2025، عند الساعة الثانية صباحًا، ستُقدَّم الساعة لتصبح الثالثة صباحًا في فرنسا، إيذانًا ببدء العمل بالتوقيت الصيفي، والذي سيستمر حتى 26 أكتوبر 2025. قد يشعر البعض بأنهم “خسروا” ساعة نوم، لكن الأجهزة الذكية مثل الهواتف والحواسيب تتكفل بتحديث التوقيت تلقائيًا، مما يجعل الانتقال سلسًا من الناحية التقنية، وإن كان مرهقًا بيولوجيًا للبعض.
التوقيت الصيفي ليس ظاهرة جديدة، بل يعود تاريخه إلى أكثر من قرن. ظهر أولاً في ألمانيا والنمسا عام 1916، خلال الحرب العالمية الأولى، كوسيلة لتوفير الطاقة عبر تقليل الحاجة للإضاءة الصناعية مساءً. في فرنسا، طُبق النظام عام 1976 بعد أزمة النفط، للغرض نفسه: تقليل استهلاك الكهرباء عبر الاستفادة أكثر من ضوء النهار. وفي عام 1998، قام الاتحاد الأوروبي بتوحيد مواعيد تغيير التوقيت بين الدول الأعضاء.
لكن في السنوات الأخيرة، بدأ هذا التغيير الزمني يثير جدلاً متصاعدًا في أوروبا. ففي 2019، صوّت البرلمان الأوروبي لصالح إنهاء العمل بالتوقيت الصيفي والشتوي، استنادًا إلى استطلاع شارك فيه أكثر من 4 ملايين أوروبي، عبّر 84% منهم عن رغبتهم في إلغاء تغيير الساعة مرتين في السنة. وفي فرنسا، أظهرت المشاورات أن 59% من الفرنسيين يفضلون الإبقاء على التوقيت الصيفي بشكل دائم. وكان من المتوقع أن يتم تنفيذ هذا القرار بحلول عام 2021، لكن أزمة كوفيد-19 وتحديات التنسيق بين الدول الأوروبية أدت إلى تأجيله إلى أجل غير مسمى. واليوم، لم يعد إنهاء هذا النظام مدرجًا على جدول أعمال الاتحاد الأوروبي، مما يعني أن التغيير سيستمر إلى إشعار آخر.
أما في العالم العربي، فالوضع متباين. بعض الدول تعتمد التوقيت الصيفي، وأخرى لا تعتمد عليه. في لبنان حدثت فوضى في عام 2023 عندما تم تأجيله بشكل مفاجئ، مما أثار جدلًا واسعًا. فلسطين: تعتمد التوقيت الصيفي كذلك، ويبدأ عادة في أواخر مارس أو أوائل أبريل، حيث تُقدَّم الساعة ساعة واحدة. لكن المواعيد تتغير أحيانًا حسب قرارات الحكومة. أما الأردن: فقامات حكومته بإلغاء التوقيت الشتوي بشكل دائم، منذ أكتوبر 2022، أي أن الأردن يعمل الآن بالتوقيت الصيفي طوال العام، ولن يُرجع الساعة في فصل الخريف كما كان معتادًا سابقًا.

أما دول مثل المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر والكويت والجزائر فقد ألغت التوقيت الصيفي نهائيًا، وتعمل على توقيت واحد طوال العام، حفاظًا على الاستقرار الزمني وتفادي الارتباك لدى المواطنين والمقيمين.
الجدل حول هذا النظام لا يتوقف عند اختلاف الآراء حول فائدته، بل يمتد إلى تأثيراته الصحية، حيث يشكو كثيرون من اضطراب النوم، وتغير المزاج، وصعوبة التكيّف خاصة لدى الأطفال وكبار السن. مع ذلك، لا يزال مؤيدوه يرون فيه وسيلة فعالة لتوفير الطاقة وتشجيع النشاط خلال ساعات النهار الأطول.
إلى أن يتم الحسم الأوروبي النهائي، ستستمر فرنسا ودول عديدة أخرى في تقديم وتأخير عقارب الساعة مرتين كل عام. لذا، لا تنسَ أن تقدم ساعتك 60 دقيقة ليلة 30 مارس… وقد يكون هذا التغيير هو الأخير، أو مجرد محطة أخرى في نقاشٍ لم يُحسم بعد.

التوقيت الصيفي في فرنسا على الأبواب، أسرار تغيير الوقت من البداية حتى اليوم