إعداد وتقديم: سارة بوعزارة
عُثر خلال الأسابيع الماضية على عدد من الجثث المقيّدة على سواحل جزر البليار الإسبانية، في مشهد أعاد إلى الواجهة المخاطر القاتلة التي تواجه المهاجرين في رحلات العبور البحري.
ففي واحدة من هذه الحوادث، رصدت سفينة ترفع العلم البلجيكي جثة طافية قبالة سواحل جزيرة فورمين تيرا يوم 18 مايو الماضي، لتُطلق حالة تأهب وصلت على إثرها دورية من الحرس المدني الإسباني إلى الموقع. وبعد ساعتين من البحث، تم انتشال الجثة التي كانت مكبّلة اليدين والقدمين، وترتدي سترة نجاة برتقالية.
هذه الحادثة لم تكن معزولة. فقد تم العثور على ما لا يقل عن خمس جثث أخرى، كلها في ظروف مماثلة: أجساد مقيّدة، طافية في مياه البحر، يرجّح أنها تعود لمهاجرين انطلقوا من السواحل الجزائرية في رحلات محفوفة بالخطر.
ورغم أن الجثث وُجدت خلال شهر مايو، فإن السلطات الإسبانية التزمت الصمت لفترة، حفاظًا على سرّية التحقيقات التي لا تزال مستمرة وسط صعوبات عديدة، أبرزها غياب شهود، وخوف الناجين – إن وُجدوا – من التبليغ عن الانتهاكات.
الحرس المدني فتح تحقيقًا في جرائم قتل محتملة، مرجّحًا أن الضحايا قد يكونون تعرضوا لتصفية خلال شجار أو مواجهة على متن القارب، قبل أن يُكبَّلوا ويُرموا في البحر.
رئيسة حكومة جزر البليار وصفت هذه الوقائع بأنها “الوجه الأكثر قسوة” للهجرة غير النظامية، في وقت تتحدث فيه تقارير محلية عن العثور على 31 جثة في مياه الأرخبيل منذ بداية العام
وتُسلّط هذه الحوادث الضوء مجددًا على هشاشة مسارات الهجرة غير النظامية، وما تشهده من انتهاكات جسيمة خلف الكواليس، بعيدًا عن الأعين. وبينما تستمر التحقيقات لتحديد هويات الضحايا وظروف مقتلهم، يبقى البحر الأبيض المتوسط شاهدًا صامتًا على مآسي لا تنتهي
فاصلة تاريخية
في 6 فبراير 2014 غرق 15 مهاجراً عند شاطئ تارخال في سبتة بعدما أطلقت الشرطة الإسبانية الرصاص المطاطي صوبهم، لتصبح تلك المأساة رمزاً مبكّراً لوحشية طرق الهجرة إلى إسبانيا.
إعداد وتقديم: سارة بوعزارة
عُثر خلال الأسابيع الماضية على عدد من الجثث المقيّدة على سواحل جزر البليار الإسبانية، في مشهد أعاد إلى الواجهة المخاطر القاتلة التي تواجه المهاجرين في رحلات العبور البحري.
ففي واحدة من هذه الحوادث، رصدت سفينة ترفع العلم البلجيكي جثة طافية قبالة سواحل جزيرة فورمين تيرا يوم 18 مايو الماضي، لتُطلق حالة تأهب وصلت على إثرها دورية من الحرس المدني الإسباني إلى الموقع. وبعد ساعتين من البحث، تم انتشال الجثة التي كانت مكبّلة اليدين والقدمين، وترتدي سترة نجاة برتقالية.
هذه الحادثة لم تكن معزولة. فقد تم العثور على ما لا يقل عن خمس جثث أخرى، كلها في ظروف مماثلة: أجساد مقيّدة، طافية في مياه البحر، يرجّح أنها تعود لمهاجرين انطلقوا من السواحل الجزائرية في رحلات محفوفة بالخطر.
ورغم أن الجثث وُجدت خلال شهر مايو، فإن السلطات الإسبانية التزمت الصمت لفترة، حفاظًا على سرّية التحقيقات التي لا تزال مستمرة وسط صعوبات عديدة، أبرزها غياب شهود، وخوف الناجين – إن وُجدوا – من التبليغ عن الانتهاكات.
الحرس المدني فتح تحقيقًا في جرائم قتل محتملة، مرجّحًا أن الضحايا قد يكونون تعرضوا لتصفية خلال شجار أو مواجهة على متن القارب، قبل أن يُكبَّلوا ويُرموا في البحر.
رئيسة حكومة جزر البليار وصفت هذه الوقائع بأنها “الوجه الأكثر قسوة” للهجرة غير النظامية، في وقت تتحدث فيه تقارير محلية عن العثور على 31 جثة في مياه الأرخبيل منذ بداية العام
وتُسلّط هذه الحوادث الضوء مجددًا على هشاشة مسارات الهجرة غير النظامية، وما تشهده من انتهاكات جسيمة خلف الكواليس، بعيدًا عن الأعين. وبينما تستمر التحقيقات لتحديد هويات الضحايا وظروف مقتلهم، يبقى البحر الأبيض المتوسط شاهدًا صامتًا على مآسي لا تنتهي
فاصلة تاريخية
في 6 فبراير 2014 غرق 15 مهاجراً عند شاطئ تارخال في سبتة بعدما أطلقت الشرطة الإسبانية الرصاص المطاطي صوبهم، لتصبح تلك المأساة رمزاً مبكّراً لوحشية طرق الهجرة إلى إسبانيا.
