• أغسطس 5, 2025
  • أغسطس 5, 2025

المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) – تحرير: إذاعة الشرق.

تنطلق في جنيف، الثلاثاء، أعمال مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة بمشاركة ممثلين عن نحو 180 دولة، وذلك في محاولة لصياغة أول معاهدة عالمية ملزمة قانونياً لمكافحة التلوث البلاستيكي، الذي يُعد من أكبر التحديات البيئية التي تهدد كوكب الأرض. ويستمر المؤتمر لعشرة أيام، وسط أجواء من التوترات الجيوسياسية والتجارية، بعد أن تعثرت مفاوضات سابقة عُقدت في بوسان بكوريا الجنوبية في ديسمبر الماضي، بسبب اعتراض عدد من الدول المنتجة للنفط على بنود رئيسية في الاتفاق.

جهود مضنية وصعوبات متوقعة

رئيس الجلسات، الدبلوماسي الإكوادوري لويس فاياس فالديفييسو، حذّر من أن التوصل إلى نص قانوني ملزم “لن يحدث تلقائياً”، مؤكداً ضرورة تكثيف الجهود الدبلوماسية للوصول إلى توافق حقيقي بين الدول.

أما المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، الدنماركية إنغر أندرسن، فأشارت إلى أن معظم الدول المشاركة أبدت استعدادها للتوصل إلى اتفاق. وأضافت: “هل ستكون الأمور سهلة؟ بالتأكيد لا، لكنها ليست مستحيلة. أنا مصممة على الوصول إلى معاهدة”.

وقد أكّد فالديفييسو أنه تم استخلاص دروس مهمة من إخفاق محادثات بوسان، مشيراً إلى أن المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني سيكون لها دور في مناقشة القضايا الشائكة، مثل المواد الكيميائية التي ينبغي حظرها، وتحديد سقف عالمي لإنتاج البلاستيك.

تحذيرات علمية وضغوط من المجتمع المدني

عشية بدء المؤتمر، صعّد العلماء ومنظمات المجتمع المدني من ضغوطهم على الوفود المشاركة، حيث نُشر تقرير في مجلة “ذي لانسيت” الطبية يحذر من أن التلوث البلاستيكي يُشكل “خطراً جسيماً ومتزايداً ومقللاً من شأنه”، وتصل كلفته إلى نحو 1.5 تريليون دولار سنوياً.

وحذر الطبيب والباحث في كلية بوسطن، فيليب لاندريغان، من أن الأطفال هم الأكثر تضرراً من هذا التلوث، فيما تحدث روبرت كيتومايني شيكوانيني، المدير التنفيذي لمنظمة “تضامن لحماية حقوق الطفل”، عن الواقع البيئي الصعب في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث تتلوث المياه بجزيئات البلاستيك المسببة للأمراض.

وفي بادرة رمزية، عُرض عمل فني أمام مقر الأمم المتحدة في جنيف بعنوان “عبء المفكر”، وهو نسخة من تمثال “المفكر” لأوغست رودان، لكنها غارقة في بحر من النفايات البلاستيكية. وقال الفنان الكندي بنجامين فون وونغ، الذي أعدّ العمل، إنه يسعى لتذكير المفاوضين بتأثير التلوث البلاستيكي على صحة الإنسان.

جدل حول دور البلاستيك في الحياة الحديثة

ورغم التوافق الواسع حول ضرورة تقليص التلوث، يرى البعض أن للبلاستيك دوراً لا يمكن الاستغناء عنه في المجتمعات الحديثة. فقد دافع ماثيو كاستنر، المتحدث باسم المجلس الأميركي للصناعة الكيميائية، عن استخدام البلاستيك، واصفاً إياه بأنه “أساسي للصحة العامة”، نظراً لاستخدامه في المعدات الطبية والتعقيم والتغليف الغذائي.

لكن هذا الطرح قوبل برفض من المنظمات البيئية، حيث دعا غراهام فوربس، رئيس وفد منظمة غرينبيس، إلى وقف إنتاج البلاستيك الزائد “لوقف أزمة التلوث البلاستيكي”، فيما شددت سيما برابهو من منظمة “تراش هيرو وورلد” السويسرية، الناشطة في جنوب شرق آسيا، على ضرورة خفض الإنتاج، مع الأخذ في الاعتبار تأمين “انتقال عادل” للعمال في قطاع البلاستيك نحو وظائف في مجالات إعادة التدوير والاستخدام.

الطريق نحو معاهدة دولية

مع تصاعد التهديدات الناجمة عن التلوث البلاستيكي وتزايد الضغوط من المجتمع العلمي والمدني، تبقى الآمال معلقة على أن تُفضي مفاوضات جنيف إلى نص قانوني واضح وملزم، يحد من إنتاج واستخدام البلاستيك، ويضمن مستقبلاً أكثر استدامة للبشرية.

 

فاصلة تاريخية
منذ اكتشاف البلاستيك الصناعي في أوائل القرن العشرين، شهد إنتاجه ازدهارًا هائلًا، حتى تجاوزت كميات النفايات البلاستيكية العالمية 400 مليون طن سنويًا. وعلى الرغم من التحذيرات البيئية المبكرة، لم تُطرح أول مسودة لمعاهدة دولية ملزمة لمكافحة التلوث البلاستيكي إلا في عام 2022، حين أطلقت الأمم المتحدة مبادرة تهدف لإبرام اتفاق بحلول عام 2025، في خطوة تاريخية تماثل اتفاق باريس للمناخ.

المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) – تحرير: إذاعة الشرق.

تنطلق في جنيف، الثلاثاء، أعمال مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة بمشاركة ممثلين عن نحو 180 دولة، وذلك في محاولة لصياغة أول معاهدة عالمية ملزمة قانونياً لمكافحة التلوث البلاستيكي، الذي يُعد من أكبر التحديات البيئية التي تهدد كوكب الأرض. ويستمر المؤتمر لعشرة أيام، وسط أجواء من التوترات الجيوسياسية والتجارية، بعد أن تعثرت مفاوضات سابقة عُقدت في بوسان بكوريا الجنوبية في ديسمبر الماضي، بسبب اعتراض عدد من الدول المنتجة للنفط على بنود رئيسية في الاتفاق.

جهود مضنية وصعوبات متوقعة

رئيس الجلسات، الدبلوماسي الإكوادوري لويس فاياس فالديفييسو، حذّر من أن التوصل إلى نص قانوني ملزم “لن يحدث تلقائياً”، مؤكداً ضرورة تكثيف الجهود الدبلوماسية للوصول إلى توافق حقيقي بين الدول.

أما المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، الدنماركية إنغر أندرسن، فأشارت إلى أن معظم الدول المشاركة أبدت استعدادها للتوصل إلى اتفاق. وأضافت: “هل ستكون الأمور سهلة؟ بالتأكيد لا، لكنها ليست مستحيلة. أنا مصممة على الوصول إلى معاهدة”.

وقد أكّد فالديفييسو أنه تم استخلاص دروس مهمة من إخفاق محادثات بوسان، مشيراً إلى أن المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني سيكون لها دور في مناقشة القضايا الشائكة، مثل المواد الكيميائية التي ينبغي حظرها، وتحديد سقف عالمي لإنتاج البلاستيك.

تحذيرات علمية وضغوط من المجتمع المدني

عشية بدء المؤتمر، صعّد العلماء ومنظمات المجتمع المدني من ضغوطهم على الوفود المشاركة، حيث نُشر تقرير في مجلة “ذي لانسيت” الطبية يحذر من أن التلوث البلاستيكي يُشكل “خطراً جسيماً ومتزايداً ومقللاً من شأنه”، وتصل كلفته إلى نحو 1.5 تريليون دولار سنوياً.

وحذر الطبيب والباحث في كلية بوسطن، فيليب لاندريغان، من أن الأطفال هم الأكثر تضرراً من هذا التلوث، فيما تحدث روبرت كيتومايني شيكوانيني، المدير التنفيذي لمنظمة “تضامن لحماية حقوق الطفل”، عن الواقع البيئي الصعب في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث تتلوث المياه بجزيئات البلاستيك المسببة للأمراض.

وفي بادرة رمزية، عُرض عمل فني أمام مقر الأمم المتحدة في جنيف بعنوان “عبء المفكر”، وهو نسخة من تمثال “المفكر” لأوغست رودان، لكنها غارقة في بحر من النفايات البلاستيكية. وقال الفنان الكندي بنجامين فون وونغ، الذي أعدّ العمل، إنه يسعى لتذكير المفاوضين بتأثير التلوث البلاستيكي على صحة الإنسان.

جدل حول دور البلاستيك في الحياة الحديثة

ورغم التوافق الواسع حول ضرورة تقليص التلوث، يرى البعض أن للبلاستيك دوراً لا يمكن الاستغناء عنه في المجتمعات الحديثة. فقد دافع ماثيو كاستنر، المتحدث باسم المجلس الأميركي للصناعة الكيميائية، عن استخدام البلاستيك، واصفاً إياه بأنه “أساسي للصحة العامة”، نظراً لاستخدامه في المعدات الطبية والتعقيم والتغليف الغذائي.

لكن هذا الطرح قوبل برفض من المنظمات البيئية، حيث دعا غراهام فوربس، رئيس وفد منظمة غرينبيس، إلى وقف إنتاج البلاستيك الزائد “لوقف أزمة التلوث البلاستيكي”، فيما شددت سيما برابهو من منظمة “تراش هيرو وورلد” السويسرية، الناشطة في جنوب شرق آسيا، على ضرورة خفض الإنتاج، مع الأخذ في الاعتبار تأمين “انتقال عادل” للعمال في قطاع البلاستيك نحو وظائف في مجالات إعادة التدوير والاستخدام.

الطريق نحو معاهدة دولية

مع تصاعد التهديدات الناجمة عن التلوث البلاستيكي وتزايد الضغوط من المجتمع العلمي والمدني، تبقى الآمال معلقة على أن تُفضي مفاوضات جنيف إلى نص قانوني واضح وملزم، يحد من إنتاج واستخدام البلاستيك، ويضمن مستقبلاً أكثر استدامة للبشرية.

 

فاصلة تاريخية
منذ اكتشاف البلاستيك الصناعي في أوائل القرن العشرين، شهد إنتاجه ازدهارًا هائلًا، حتى تجاوزت كميات النفايات البلاستيكية العالمية 400 مليون طن سنويًا. وعلى الرغم من التحذيرات البيئية المبكرة، لم تُطرح أول مسودة لمعاهدة دولية ملزمة لمكافحة التلوث البلاستيكي إلا في عام 2022، حين أطلقت الأمم المتحدة مبادرة تهدف لإبرام اتفاق بحلول عام 2025، في خطوة تاريخية تماثل اتفاق باريس للمناخ.

جنيف  تحتضن مفاوضات أممية لوضع أول معاهدة عالمية لمكافحة التلوث البلاستيكي