• أغسطس 7, 2025
  • أغسطس 7, 2025

إعداد وتقديم: روجيه خوري

حاسة “سادسة” مخفية قد تسمح للدماغ والأمعاء بالتواصل في الوقت الحقيقي دون أن ندرك ذلك تعمل بهدوء في أعماق بطننا. يكشف علماء أمريكيون أنها قد تسمح بتواصل مباشر بين الأمعاء والدماغ.الرؤية، الشم، السمع، الذوق واللمس هي الحواس الخمس المعروفة لدى الإنسان

للاستماع للمادة: 

في دراسة جديدة، يقترح علماء من جامعة ديوك في كارولاينا الشمالية أن حاسة أخرى، غير متوقعة، قد تكون موجودة في مكان مدهش: أمعاؤنا.

” غالبًا ما يُطلق على البطن لقب “الدماغ الثاني”. والسبب أننا نعلم منذ سنوات أنه يحتوي على حوالي 500 مليون خلية عصبية. ويبدو أيضًا أنه مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالدماغ.

وفقًا للدراسة، فإن مليارات البكتيريا الموجودة في أمعائنا لا تقتصر على تنظيم هضمنا فقط، بل تؤثر أيضًا على سلوكياتنا الغذائية.

في هذا الميكروبيوم، تفرز الأسواط البكتيرية (وهي ذيول تستخدمها البكتيريا للحركة) بروتينًا يسمى “الفلاغيلين”. يؤكد الباحثون أن الخلايا العصبية في أمعائنا تستخدم هذا البروتين لنقل إحساس الجوع والشبع إلى الدماغ.

تعتمد هذه العملية على مستقبل محدد يسمى TLR5 (مستقبل شبيه بالتول 5)، الموجود على بعض الخلايا العصبية المعوية المسماة “نيروبودات”. عند اكتشافه للفلاغيلين، يطلق هذا المستقبل إشارة عصبية تسلك العصب المبهم – أطول عصب في الجهاز العصبي – لتصل إلى الدماغ.

يفترض الباحثون أيضًا أن الجسم يمكن أن يرد على رسائل الأمعاء ليس فقط من خلال استجابة مناعية أو التهابية، بل أيضًا من خلال استجابة عصبية تؤثر على سلوكياتنا الغذائية في الوقت الحقيقي.

لاختبار فرضيتهم، جاع الباحثون الفئران ثم حقنوها بالفلاغيلين في القولون. النتيجة: الفئران التي تحمل مستقبل TLR5 قللت من استهلاكها للطعام، كما لو أنها شعرت بالشبع.

على العكس، استمرت الفئران التي لا تمتلك هذا المستقبل في الأكل بشكل طبيعي وزادت وزنها بسرعة، مما يوضح أن هذه الإشارة الميكروبية تؤثر مباشرة على إحساس الشبع.

بناءً عليه، تؤكد الدراسة أن الإنسان قد يمتلك حاسة سادسة تسمى “الحاسة العصبية الميكروبية”، التي تمكننا من تعديل سلوكياتنا الغذائية بناءً على الإشارات التي تصدرها بكتيريا أمعائنا.

الخطوة التالية للباحثين: فهم أعمق للآليات التي يؤثر بها الميكروبيوم على إحساساتنا الغذائية.

وفقًا لدييغو بوهوركيز، المؤلف الرئيسي للدراسة، قد تشكل هذه الأبحاث “قطعة رئيسية من اللغز” لدراسة بعض الأمراض مثل السمنة أو اضطرابات السلوك الغذائي.

فاصلة تاريخية:

منذ السبعينيات، كشف العلماء عن وجود شبكة عصبية مستقلة في الأمعاء تُعرف بالجهاز العصبي المعوي، ما دفع لتسميتها بـ”الدماغ الثاني”. وفي عام 2004، أظهرت دراسة في PNAS أن غياب بكتيريا الأمعاء يغيّر سلوك الفئران، ما سلط الضوء على تأثير الميكروبيوم في الصحة النفسية. واليوم، يكشف بروتين “الفلاغيلين” عن بعد جديد: قدرة البكتيريا على إرسال إشارات عصبية لحظية تنظم الشهية. هكذا يُولد فرع جديد من العلم يُعرف بـعلم الأحياء العصبي الميكروبي، يُمهّد لفهم أعمق للسمنة واضطرابات السلوك الغذائي.

إعداد وتقديم: روجيه خوري

حاسة “سادسة” مخفية قد تسمح للدماغ والأمعاء بالتواصل في الوقت الحقيقي دون أن ندرك ذلك تعمل بهدوء في أعماق بطننا. يكشف علماء أمريكيون أنها قد تسمح بتواصل مباشر بين الأمعاء والدماغ.الرؤية، الشم، السمع، الذوق واللمس هي الحواس الخمس المعروفة لدى الإنسان

للاستماع للمادة: 

في دراسة جديدة، يقترح علماء من جامعة ديوك في كارولاينا الشمالية أن حاسة أخرى، غير متوقعة، قد تكون موجودة في مكان مدهش: أمعاؤنا.

” غالبًا ما يُطلق على البطن لقب “الدماغ الثاني”. والسبب أننا نعلم منذ سنوات أنه يحتوي على حوالي 500 مليون خلية عصبية. ويبدو أيضًا أنه مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالدماغ.

وفقًا للدراسة، فإن مليارات البكتيريا الموجودة في أمعائنا لا تقتصر على تنظيم هضمنا فقط، بل تؤثر أيضًا على سلوكياتنا الغذائية.

في هذا الميكروبيوم، تفرز الأسواط البكتيرية (وهي ذيول تستخدمها البكتيريا للحركة) بروتينًا يسمى “الفلاغيلين”. يؤكد الباحثون أن الخلايا العصبية في أمعائنا تستخدم هذا البروتين لنقل إحساس الجوع والشبع إلى الدماغ.

تعتمد هذه العملية على مستقبل محدد يسمى TLR5 (مستقبل شبيه بالتول 5)، الموجود على بعض الخلايا العصبية المعوية المسماة “نيروبودات”. عند اكتشافه للفلاغيلين، يطلق هذا المستقبل إشارة عصبية تسلك العصب المبهم – أطول عصب في الجهاز العصبي – لتصل إلى الدماغ.

يفترض الباحثون أيضًا أن الجسم يمكن أن يرد على رسائل الأمعاء ليس فقط من خلال استجابة مناعية أو التهابية، بل أيضًا من خلال استجابة عصبية تؤثر على سلوكياتنا الغذائية في الوقت الحقيقي.

لاختبار فرضيتهم، جاع الباحثون الفئران ثم حقنوها بالفلاغيلين في القولون. النتيجة: الفئران التي تحمل مستقبل TLR5 قللت من استهلاكها للطعام، كما لو أنها شعرت بالشبع.

على العكس، استمرت الفئران التي لا تمتلك هذا المستقبل في الأكل بشكل طبيعي وزادت وزنها بسرعة، مما يوضح أن هذه الإشارة الميكروبية تؤثر مباشرة على إحساس الشبع.

بناءً عليه، تؤكد الدراسة أن الإنسان قد يمتلك حاسة سادسة تسمى “الحاسة العصبية الميكروبية”، التي تمكننا من تعديل سلوكياتنا الغذائية بناءً على الإشارات التي تصدرها بكتيريا أمعائنا.

الخطوة التالية للباحثين: فهم أعمق للآليات التي يؤثر بها الميكروبيوم على إحساساتنا الغذائية.

وفقًا لدييغو بوهوركيز، المؤلف الرئيسي للدراسة، قد تشكل هذه الأبحاث “قطعة رئيسية من اللغز” لدراسة بعض الأمراض مثل السمنة أو اضطرابات السلوك الغذائي.

فاصلة تاريخية:

منذ السبعينيات، كشف العلماء عن وجود شبكة عصبية مستقلة في الأمعاء تُعرف بالجهاز العصبي المعوي، ما دفع لتسميتها بـ”الدماغ الثاني”. وفي عام 2004، أظهرت دراسة في PNAS أن غياب بكتيريا الأمعاء يغيّر سلوك الفئران، ما سلط الضوء على تأثير الميكروبيوم في الصحة النفسية. واليوم، يكشف بروتين “الفلاغيلين” عن بعد جديد: قدرة البكتيريا على إرسال إشارات عصبية لحظية تنظم الشهية. هكذا يُولد فرع جديد من العلم يُعرف بـعلم الأحياء العصبي الميكروبي، يُمهّد لفهم أعمق للسمنة واضطرابات السلوك الغذائي.

دراسات وعلوم : حاسة “سادسة” مخفية قد تسمح للدماغ والأمعاء بالتواصل في الوقت الحقيقي دون أن ندرك ذلك