على مدى عقود، أسّس زياد الرحباني لوناً موسيقياً خاصاً به، مزج فيه بين المقامات الشرقية وروح الجاز والبلوز، ليخلق ما أصبح يُعرف لاحقاً بـ”الجاز اللبناني”. تجربة لم تكن مجرد تجريب موسيقي، بل مشروع واعٍ بدأ من ملاحظة بسيطة: الاعتماد الدائم على سلالم موسيقية تقليدية مثل الراست أو البياتي لم يعد كافياً للتعبير.
من هنا، قرّر زياد توسيع هذه القوالب. فاستخدم البيانو ليس كآلة مرافقة، بل كأداة تقود التوزيع الموسيقي، وتدفعه نحو أبعاد جديدة، فيها الكثير من الجرأة والارتجال.
إيقاع يتحرك
في الموسيقى الشرقية، يُعدّ “الربع تون” (النغمة التي تقع بين نغمتين في السلم الغربي) أساساً في التعبير. لكن زياد أعاد تعريفه، فجعله متحركاً ومتغيّراً حسب المزاج اللحني والارتجال. يتضح ذلك مثلاً في مقطوعة مثل “عودك رنان”، حيث يعزف على البيانو مقاطع تمزج بين البلوز والطابع الشرقي في آن واحد.
الإيقاع والآلات الشرقية ممزوجة بالغربية
خلافاً للتقاليد الرحبانية التي تبدأ من اللحن، كان زياد يبدأ أحياناً من الإيقاع. بعض أعماله تبدأ بإيقاع غير مألوف، ثم يلتحق به اللحن لاحقاً، ما يفتح المجال أمام العازفين للارتجال والخروج عن النمط التقليدي.
استلهم زياد بعض عناصر الفرق الموسيقية الغربية، مثل استخدام الساكسفون والبوق، لكنه وظّفها بطريقته. فمثلاً، كان الساكسفون عنده يحمل نغمة البلوز، بينما يكرّر البوق مقاطع مأخوذة من الموسيقى الشرقية. هذا التلاقي بين “الردّ الشرقي” و”التعليق الغربي” صار سِمة مميّزة في موسيقاه.
إقرأ أيضاً: زياد الرحباني : مدرسة النقد الساخر
الانتقال بين المقامات
بدلاً من اعتماد النمط التقليدي في الموسيقى العربية، حيث يأتي الجواب بعد القرار، قدّم زياد ما يشبه “الجسر اللحني”. كان ينتقل بين المقامات الموسيقية بخطوات صغيرة ومدروسة، مما أعطى المغني حرية أكبر في التعبير، كما في مسرحية “بالنسبة لبُكرا شو؟”.
البيانو لغة شرقية جديدة مع زياد
من أهم بصماته أيضاً، تعليمه لجيل كامل أنّ البيانو يمكن أن يكون آلة شرقية. في مقطوعات مثل “سهرية”، نكتشف كيف يتعامل مع البيانو كأنه آلة قانون، ينتقل بها بخفة بين المقامات دون أن يفقد الهوية اللحنية.
بهذه الأساليب والتقنيات، نجح زياد الرحباني في خلق مساحة موسيقية جديدة. مساحة تجمع بين الطرب الشرقي والتمرد الغربي، بين الارتجال والالتزام، بين النكتة والرسالة. ترك وراءه إرثاً موسيقياً سيبقى مصدر إلهام لكل من يحاول كسر الحدود الموسيقية دون أن يتخلى عن جذوره.
هذه المدرسة الموسيقية تركت أثراً كبيراً لدى كثير من الموسيقيين الذين عاصروا أو جايلوا زياد. وستستمر مع أجيال كثيرة حيث نرى أثر زياد الرحباني مع الكثير من الفنانين كالسوري خالد عمران، واللبناني زياد سحاب، والمصرية دينا الوديدي وغيرهم. وسيستمر زياد وموسيقاه ومسرحه بالتأثير بالكثير من الأجيال القادمة.
على مدى عقود، أسّس زياد الرحباني لوناً موسيقياً خاصاً به، مزج فيه بين المقامات الشرقية وروح الجاز والبلوز، ليخلق ما أصبح يُعرف لاحقاً بـ”الجاز اللبناني”. تجربة لم تكن مجرد تجريب موسيقي، بل مشروع واعٍ بدأ من ملاحظة بسيطة: الاعتماد الدائم على سلالم موسيقية تقليدية مثل الراست أو البياتي لم يعد كافياً للتعبير.
من هنا، قرّر زياد توسيع هذه القوالب. فاستخدم البيانو ليس كآلة مرافقة، بل كأداة تقود التوزيع الموسيقي، وتدفعه نحو أبعاد جديدة، فيها الكثير من الجرأة والارتجال.
إيقاع يتحرك
في الموسيقى الشرقية، يُعدّ “الربع تون” (النغمة التي تقع بين نغمتين في السلم الغربي) أساساً في التعبير. لكن زياد أعاد تعريفه، فجعله متحركاً ومتغيّراً حسب المزاج اللحني والارتجال. يتضح ذلك مثلاً في مقطوعة مثل “عودك رنان”، حيث يعزف على البيانو مقاطع تمزج بين البلوز والطابع الشرقي في آن واحد.
الإيقاع والآلات الشرقية ممزوجة بالغربية
خلافاً للتقاليد الرحبانية التي تبدأ من اللحن، كان زياد يبدأ أحياناً من الإيقاع. بعض أعماله تبدأ بإيقاع غير مألوف، ثم يلتحق به اللحن لاحقاً، ما يفتح المجال أمام العازفين للارتجال والخروج عن النمط التقليدي.
استلهم زياد بعض عناصر الفرق الموسيقية الغربية، مثل استخدام الساكسفون والبوق، لكنه وظّفها بطريقته. فمثلاً، كان الساكسفون عنده يحمل نغمة البلوز، بينما يكرّر البوق مقاطع مأخوذة من الموسيقى الشرقية. هذا التلاقي بين “الردّ الشرقي” و”التعليق الغربي” صار سِمة مميّزة في موسيقاه.
إقرأ أيضاً: زياد الرحباني : مدرسة النقد الساخر
الانتقال بين المقامات
بدلاً من اعتماد النمط التقليدي في الموسيقى العربية، حيث يأتي الجواب بعد القرار، قدّم زياد ما يشبه “الجسر اللحني”. كان ينتقل بين المقامات الموسيقية بخطوات صغيرة ومدروسة، مما أعطى المغني حرية أكبر في التعبير، كما في مسرحية “بالنسبة لبُكرا شو؟”.
البيانو لغة شرقية جديدة مع زياد
من أهم بصماته أيضاً، تعليمه لجيل كامل أنّ البيانو يمكن أن يكون آلة شرقية. في مقطوعات مثل “سهرية”، نكتشف كيف يتعامل مع البيانو كأنه آلة قانون، ينتقل بها بخفة بين المقامات دون أن يفقد الهوية اللحنية.
بهذه الأساليب والتقنيات، نجح زياد الرحباني في خلق مساحة موسيقية جديدة. مساحة تجمع بين الطرب الشرقي والتمرد الغربي، بين الارتجال والالتزام، بين النكتة والرسالة. ترك وراءه إرثاً موسيقياً سيبقى مصدر إلهام لكل من يحاول كسر الحدود الموسيقية دون أن يتخلى عن جذوره.
هذه المدرسة الموسيقية تركت أثراً كبيراً لدى كثير من الموسيقيين الذين عاصروا أو جايلوا زياد. وستستمر مع أجيال كثيرة حيث نرى أثر زياد الرحباني مع الكثير من الفنانين كالسوري خالد عمران، واللبناني زياد سحاب، والمصرية دينا الوديدي وغيرهم. وسيستمر زياد وموسيقاه ومسرحه بالتأثير بالكثير من الأجيال القادمة.
