• مايو 27, 2025
  • مايو 27, 2025

روجبه خوري 

 

تعاود دراسات جديدة النظر في اكتشاف آثار محتملة لنشاط بيولوجي خارج النظام الشمسي أعلنه فريق أميركي بريطاني في نيسان/ابريل، ما يؤشر إلى أنّ هذه الأدلة على وجود حياة خارج المجموعة الشمسية ليست “واعدة” بشكل كبير.

للاستماع للمقال:

 

في الشهر الفائت، أثار علماء فلك ضجة عندما نشروا في مجلة “ذي أستروفيزيكل جورنال ليترز” نتائج عمليات مراقبة “كاي 2-18 ب”، وهو كوكب خارجي يقع على مسافة 124 سنة ضوئية من الأرض، في كوكبة الأسد.

وباستخدام تلسكوب جيمس ويب، أكّد العلماء أنّهم رصدوا في الغلاف الجوي للكوكب مؤشرات إلى وجود مركبات كيميائية تُعتبر منذ فترة طويلة “علامات حيوية” تؤشر إلى وجود حياة خارج كوكب الأرض. وهذه المركبات هي كبريتيد ثنائي الميثيل (DMS) وثنائي كبريتيد ثنائي الميثيل (DMDS) واللتان تُنتَجان على الأرض بواسطة كائنات حية فقط خصوصا العوالق النباتية.وقال نيكو مادوسودان، عالم الفيزياء الفلكية في جامعة كامبريدج والمعدّ الرئيسي للدراسة “أعتقد أن هذا الاكتشاف هو الأقرب إلى سمة يمكن أن نعزوها إلى الحياة”، مؤكدا ضرورة إجراء مزيد من عمليات المراقبة.

أعتقد أن هذا الاكتشاف هو الأقرب إلى سمة يمكن أن نعزوها إلى الحياة.” — نيكو مادوسودان، عالم الفيزياء الفلكية بجامعة كامبريدج.

في العام 2023، اكتشف جيمس ويب وجود غاز الميثان وثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي لكوكب “كاي 2-18 بي”، وهو أول اكتشاف من نوعه لكوكب خارج المجموعة الشمسية يقع في “المنطقة الصالحة للسكن”، أي ليس قريبا جدا ولا بعيدا جدا عن نجمه ليكون فيه عنصر أساسي للحياة: المياه السائلة.

“قد تتمكن التلسكوبات الفضائية يوماً ما من جمع أدلة كافية لتحديد وجود حياة خارج كوكب الأرض.”

 

ورغم أن العلامات كانت أكثر وضوحا هذه المرة، تبقى أقل بكثير من عتبة الأهمية الإحصائية التي يعتبرها العلماء حاسمة للتحقق من صحة الاكتشاف. ومنذ نشر الدراسة، أبدى عدد من علماء الفلك شكوكهم. وقد عززت هذه الاستنتاجات أعمالا بحثية حديثة لم تخضع بعد لمراجعة من جانب متخصصين.  وأكّد الباحثان ضرورة إجراء مزيد من عمليات المراقبة، من دون استبعاد إمكان احتواء الغلاف الجوي لكوكب “كاي2-18 بي”على كبريتيد ثنائي الميثيل.

تتمكن التلسكوبات من مراقبة الكواكب الخارجية خلال مرورها أمام نجمها، ما يتيح لعلماء الفلك تحليل طريقة قيام الجزيئات بتصفية الأطوال الموجية للضوء الذي يمر عبر غلافها الجوي واستنتاج تركيبها.ويعتبر عدد كبير من العلماء أن التلسكوبات الفضائية قد تتمكن يوما ما من جمع أدلة كافية لتحديد وجود حياة خارج كوكب الأرض.

فاصلة تاريخية

في عام 1995، شكّل اكتشاف أول كوكب خارج المجموعة الشمسية يدور حول نجم شبيه بالشمس — “51 بيغاسي بي” — لحظة فارقة في علم الفلك، فتحت الباب أمام البحث عن عوالم شبيهة بالأرض. واليوم، بعد ما يقارب ثلاثة عقود، يعيد تلسكوب جيمس ويب إشعال الأمل، مع رصد مركبات كيميائية قد تكون مؤشراً على الحياة في كوكب “كاي2-18 بي”. وبين هذين الحدثين، تتشكل فاصلة تاريخية جديدة: من إثبات وجود كواكب خارجية إلى احتمال وجود حياة. فالعلم يخطو خطوة أخرى نحو الإجابة عن السؤال الأقدم في تاريخ البشرية: هل نحن وحدنا في هذا الكون؟

 

 

 

روجبه خوري 

 

تعاود دراسات جديدة النظر في اكتشاف آثار محتملة لنشاط بيولوجي خارج النظام الشمسي أعلنه فريق أميركي بريطاني في نيسان/ابريل، ما يؤشر إلى أنّ هذه الأدلة على وجود حياة خارج المجموعة الشمسية ليست “واعدة” بشكل كبير.

للاستماع للمقال:

 

في الشهر الفائت، أثار علماء فلك ضجة عندما نشروا في مجلة “ذي أستروفيزيكل جورنال ليترز” نتائج عمليات مراقبة “كاي 2-18 ب”، وهو كوكب خارجي يقع على مسافة 124 سنة ضوئية من الأرض، في كوكبة الأسد.

وباستخدام تلسكوب جيمس ويب، أكّد العلماء أنّهم رصدوا في الغلاف الجوي للكوكب مؤشرات إلى وجود مركبات كيميائية تُعتبر منذ فترة طويلة “علامات حيوية” تؤشر إلى وجود حياة خارج كوكب الأرض. وهذه المركبات هي كبريتيد ثنائي الميثيل (DMS) وثنائي كبريتيد ثنائي الميثيل (DMDS) واللتان تُنتَجان على الأرض بواسطة كائنات حية فقط خصوصا العوالق النباتية.وقال نيكو مادوسودان، عالم الفيزياء الفلكية في جامعة كامبريدج والمعدّ الرئيسي للدراسة “أعتقد أن هذا الاكتشاف هو الأقرب إلى سمة يمكن أن نعزوها إلى الحياة”، مؤكدا ضرورة إجراء مزيد من عمليات المراقبة.

أعتقد أن هذا الاكتشاف هو الأقرب إلى سمة يمكن أن نعزوها إلى الحياة.” — نيكو مادوسودان، عالم الفيزياء الفلكية بجامعة كامبريدج.

في العام 2023، اكتشف جيمس ويب وجود غاز الميثان وثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي لكوكب “كاي 2-18 بي”، وهو أول اكتشاف من نوعه لكوكب خارج المجموعة الشمسية يقع في “المنطقة الصالحة للسكن”، أي ليس قريبا جدا ولا بعيدا جدا عن نجمه ليكون فيه عنصر أساسي للحياة: المياه السائلة.

“قد تتمكن التلسكوبات الفضائية يوماً ما من جمع أدلة كافية لتحديد وجود حياة خارج كوكب الأرض.”

 

ورغم أن العلامات كانت أكثر وضوحا هذه المرة، تبقى أقل بكثير من عتبة الأهمية الإحصائية التي يعتبرها العلماء حاسمة للتحقق من صحة الاكتشاف. ومنذ نشر الدراسة، أبدى عدد من علماء الفلك شكوكهم. وقد عززت هذه الاستنتاجات أعمالا بحثية حديثة لم تخضع بعد لمراجعة من جانب متخصصين.  وأكّد الباحثان ضرورة إجراء مزيد من عمليات المراقبة، من دون استبعاد إمكان احتواء الغلاف الجوي لكوكب “كاي2-18 بي”على كبريتيد ثنائي الميثيل.

تتمكن التلسكوبات من مراقبة الكواكب الخارجية خلال مرورها أمام نجمها، ما يتيح لعلماء الفلك تحليل طريقة قيام الجزيئات بتصفية الأطوال الموجية للضوء الذي يمر عبر غلافها الجوي واستنتاج تركيبها.ويعتبر عدد كبير من العلماء أن التلسكوبات الفضائية قد تتمكن يوما ما من جمع أدلة كافية لتحديد وجود حياة خارج كوكب الأرض.

فاصلة تاريخية

في عام 1995، شكّل اكتشاف أول كوكب خارج المجموعة الشمسية يدور حول نجم شبيه بالشمس — “51 بيغاسي بي” — لحظة فارقة في علم الفلك، فتحت الباب أمام البحث عن عوالم شبيهة بالأرض. واليوم، بعد ما يقارب ثلاثة عقود، يعيد تلسكوب جيمس ويب إشعال الأمل، مع رصد مركبات كيميائية قد تكون مؤشراً على الحياة في كوكب “كاي2-18 بي”. وبين هذين الحدثين، تتشكل فاصلة تاريخية جديدة: من إثبات وجود كواكب خارجية إلى احتمال وجود حياة. فالعلم يخطو خطوة أخرى نحو الإجابة عن السؤال الأقدم في تاريخ البشرية: هل نحن وحدنا في هذا الكون؟

 

 

 

هل نحن وحدنا؟ اكتشافات كوكب كاي2-18 بي تعيد إشعال الجدل حول وجود حياة خارج الأرض