يزور وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، اليوم الخميس، العاصمة الفرنسية باريس، في أول زيارة رسمية له منذ توليه المنصب، وذلك لإجراء مباحثات تركّز بشكل رئيسي على النزاع في أوكرانيا، في وقت تشهد فيه العلاقات بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين، وخاصة فرنسا، توترًا ملحوظًا.
ويرافق روبيو في زيارته الموفد الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، حيث من المقرر أن يلتقي بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير الخارجية جان-نويل بارو. وتأتي هذه الزيارة في إطار الجهود الأمريكية لتعزيز التنسيق مع الحلفاء الأوروبيين، رغم الخلافات العميقة التي طالما شكّلت تاريخ العلاقات عبر الأطلسي.
ستكون الحرب في أوكرانيا، التي اندلعت في فبراير 2022، المحور الرئيسي للمناقشات في باريس. فقد وعد ترامب بإنهاء هذا الصراع ، لكن المحادثات التي تهدف إلى تحقيق وقف لإطلاق النار تواجه عقبات، خاصة بعد اتصالات ترامب المثيرة للجدل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفي تعليق على القصف الروسي الأخير الذي استهدف مدينة سومي الأوكرانية وأسفر عن مقتل 35 مدنيًا على الأقل، قال وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو: “بوتين أظهر مرة أخرى أن وحشيته لا حدود لها، وهو لا ينوي وقف إطلاق النار، بينما وافقت أوكرانيا عليه منذ أكثر من شهر. يجب إرغامه على القبول”. وأضاف أن فرنسا تعمل على تهيئة الظروف لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار، بما في ذلك آليات التحقق من الالتزام به.
من جهته، أكد الموفد الأمريكي ويتكوف، بعد لقاء جديد مع بوتين، أن المحادثات “على وشك تحقيق تقدم”، لكن التحديات تبقى قائمة.
وفي تصعيد للخطاب الأمريكي، هدد ترامب يوم الاثنين بقصف المنشآت النووية الإيرانية في حال فشل المفاوضات، مما أثار مخاوف أوروبية من انزلاق المنطقة نحو مواجهة أوسع.
إلى جانب أوكرانيا، ستشمل المباحثات في باريس الوضع في الشرق الأوسط والملف النووي الإيراني وتعثر المفاوضات بين اسرائيل وحركة حماس . وأعلن ويتكوف عن نيته التوجه إلى روما يوم السبت لمتابعة المحادثات مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقحي، بعد لقاء أولي بينهما في عمان الأسبوع الماضي.
أعرب القادة الأوروبيون، ولا سيما الفرنسيون، عن قلقهم إزاء الدبلوماسية الأمريكية التي تبدو متسامحة مع بوتين بينما تشدد الضغط على أوكرانيا. وقد عبّر ترامب عن نيته “إنقاذ الأرواح” بإنهاء الحرب، لكن شكوكًا تثار حول الثمن السياسي والأمني الذي قد تدفعه كييف.
هكذا، تأتي زيارة روبيو إلى باريس في سياق بالغ الحساسية، حيث تحاول واشنطن تهدئة مخاوف الحلفاء مع المضي قدمًا في أجندتها، بينما تسعى فرنسا للحفاظ على دورها كوسيط مستقل في الأزمات الدولية، في امتحان جديد لتعاون قديم تتخلله تناقضات لا تنتهي.
فاصلة تاريخية :
على مدار العقود، شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا، وخصوصًا فرنسا، فترات من المد والجزر. فمن معارضة فرنسا لغزو العراق عام 2003 إلى الخلافات حول سياسات الناتو والتجارة، مرورًا بالانتقادات المتبادلة حول التعامل مع الأزمات الدولية، ظلّت باريس تنتهج خطًا دبلوماسيًا مستقلًا نسبيًا. واليوم، مع سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تتراوح بين فرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي والضغط لتقليل الاعتماد الأوروبي على الناتو، تعود هذه التوترات إلى الواجهة مرة أخرى.
يزور وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، اليوم الخميس، العاصمة الفرنسية باريس، في أول زيارة رسمية له منذ توليه المنصب، وذلك لإجراء مباحثات تركّز بشكل رئيسي على النزاع في أوكرانيا، في وقت تشهد فيه العلاقات بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين، وخاصة فرنسا، توترًا ملحوظًا.
ويرافق روبيو في زيارته الموفد الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، حيث من المقرر أن يلتقي بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير الخارجية جان-نويل بارو. وتأتي هذه الزيارة في إطار الجهود الأمريكية لتعزيز التنسيق مع الحلفاء الأوروبيين، رغم الخلافات العميقة التي طالما شكّلت تاريخ العلاقات عبر الأطلسي.
ستكون الحرب في أوكرانيا، التي اندلعت في فبراير 2022، المحور الرئيسي للمناقشات في باريس. فقد وعد ترامب بإنهاء هذا الصراع ، لكن المحادثات التي تهدف إلى تحقيق وقف لإطلاق النار تواجه عقبات، خاصة بعد اتصالات ترامب المثيرة للجدل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفي تعليق على القصف الروسي الأخير الذي استهدف مدينة سومي الأوكرانية وأسفر عن مقتل 35 مدنيًا على الأقل، قال وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو: “بوتين أظهر مرة أخرى أن وحشيته لا حدود لها، وهو لا ينوي وقف إطلاق النار، بينما وافقت أوكرانيا عليه منذ أكثر من شهر. يجب إرغامه على القبول”. وأضاف أن فرنسا تعمل على تهيئة الظروف لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار، بما في ذلك آليات التحقق من الالتزام به.
من جهته، أكد الموفد الأمريكي ويتكوف، بعد لقاء جديد مع بوتين، أن المحادثات “على وشك تحقيق تقدم”، لكن التحديات تبقى قائمة.
وفي تصعيد للخطاب الأمريكي، هدد ترامب يوم الاثنين بقصف المنشآت النووية الإيرانية في حال فشل المفاوضات، مما أثار مخاوف أوروبية من انزلاق المنطقة نحو مواجهة أوسع.
إلى جانب أوكرانيا، ستشمل المباحثات في باريس الوضع في الشرق الأوسط والملف النووي الإيراني وتعثر المفاوضات بين اسرائيل وحركة حماس . وأعلن ويتكوف عن نيته التوجه إلى روما يوم السبت لمتابعة المحادثات مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقحي، بعد لقاء أولي بينهما في عمان الأسبوع الماضي.
أعرب القادة الأوروبيون، ولا سيما الفرنسيون، عن قلقهم إزاء الدبلوماسية الأمريكية التي تبدو متسامحة مع بوتين بينما تشدد الضغط على أوكرانيا. وقد عبّر ترامب عن نيته “إنقاذ الأرواح” بإنهاء الحرب، لكن شكوكًا تثار حول الثمن السياسي والأمني الذي قد تدفعه كييف.
هكذا، تأتي زيارة روبيو إلى باريس في سياق بالغ الحساسية، حيث تحاول واشنطن تهدئة مخاوف الحلفاء مع المضي قدمًا في أجندتها، بينما تسعى فرنسا للحفاظ على دورها كوسيط مستقل في الأزمات الدولية، في امتحان جديد لتعاون قديم تتخلله تناقضات لا تنتهي.
فاصلة تاريخية :
على مدار العقود، شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا، وخصوصًا فرنسا، فترات من المد والجزر. فمن معارضة فرنسا لغزو العراق عام 2003 إلى الخلافات حول سياسات الناتو والتجارة، مرورًا بالانتقادات المتبادلة حول التعامل مع الأزمات الدولية، ظلّت باريس تنتهج خطًا دبلوماسيًا مستقلًا نسبيًا. واليوم، مع سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تتراوح بين فرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي والضغط لتقليل الاعتماد الأوروبي على الناتو، تعود هذه التوترات إلى الواجهة مرة أخرى.
