إذاعة الشرق
في قلب مدينة أفينيون الفرنسية، وتحديدًا في فناء متحف أنجلادون التاريخي، أضاءت الفرقة السعودية للأداء مساحة الفن والتراث خلال مشاركتها في مهرجان “Off Avignon” لعام 2025. وعلى مدار تسعة أيام، قدّمت الفرقة عروضًا أدائية ساحرة جسّدت تنوع التراث الثقافي السعودي وغناه، عبر سلسلة من العروض التقليدية التي مزجت بين الإيقاع، اللون، والحكاية الشعبية.
رحلة عبر التراث السعودي
شهد الجمهور الفرنسي والعالمي أربع لوحات تقليدية رئيسية، جاءت كل واحدة منها كنافذة على منطقة جغرافية مختلفة من المملكة، بطابعها الفريد وتاريخها العريق.
الليوة، لوحة جماعية تنبع من سواحل الخليج العربي، تتميز بإيقاعات قوية تصدر من الطبول الكبيرة ونفخات “السورنَي”، وهي آلة نفخ تراثية شبيهة بالفلوت. هذه اللوحة تعبّر عن الروح الجماعية والانتماء، وهي مستوحاة من الطقوس البحرية التي تمارس في المناسبات الاحتفالية في المجتمعات الساحلية.
أما الخبيتي، فهي لوحة نابضة بالحيوية من منطقة الحجاز، وتُؤدى غالبًا في الاحتفالات والأعراس. تترافق هذه اللوحة مع عزف آلة السمسمية، وأغانٍ تقليدية تُعرف باسم “كَسرة”، وهي نوع من الشعر الشعبي القصير. ترتدي الفرقة أزياء ملونة وزاهية، تعكس بيئة البحر الأحمر وتنوعه الثقافي.
من الجنوب، جاءت لوحة الخطوة لتعكس أصالة منطقة عسير. تُعرف هذه اللوحة بانسجام خطواتها وتكاملها مع الشعر النبطي الذي يُلقى أثناء الأداء. تُقدَّم بحركات دقيقة ومنظمة توحي بالفخر والعزة، ويؤديها الرجال عادةً في صفوف متوازنة، تعبيرًا عن وحدة الصف وقوة الجماعة.
وأخيرًا، قدّمت الفرقة عرضة وادي الدواسر، وهي من أشهر اللوحات النجدية التقليدية. تُؤدى هذه بالسيوف، وتُرافقها الطبول الكبيرة والأهازيج الجماعية التي تمجّد البطولة والانتماء. تحاكي العرضة ملامح الفروسية والروح القتالية، وغالبًا ما تُؤدى في المناسبات الوطنية والاحتفالات القبلية الكبرى.
أداء حي وحضور نابض
ما ميّز هذه العروض لم يكن فقط دقّة الأداء، بل أيضًا السياق الثقافي الذي قُدمت من خلاله. فقبل بدء العرض يخرج المؤدون إلى خارج المتحف الذي قدمت فيه اللوحات، ويقومون بالعزف ودعوة الحضور الذين كان ينشد إلى هذه الإيقاعات ليتبع الفرقة إلى داخل المتحف، ما جعل الجمهور يتفاعل بوعي واهتمام. كما أن حضور الآلات التقليدية السعودية، أضفى على العروض طابعًا حسيًا غنيًا.
قدّمت العروض على مدار اليوم في فترات متقطعة، وكان الدخول إلي هذه العروض مجانيًا، مما ساعد في جذب جمهور متنوّع من مختلف الأعمار والجنسيات.
انعكاس للهوية الثقافية
مثّلت هذه المشاركة لحظة بارزة في انفتاح الثقافة السعودية على العالم، حيث استطاعت هذه العروض أن تقدم صورة حيّة للتراث غير المادي السعودي بلغة الفن والأداء. من خلال الإيقاع، والمشهد البصري، عاش الحضور تجربة ثقافية أصيلة، قدّمتها الفرقة السعودية برؤية حديثة تحترم الجذور وتحتفي بالتنوّع.
إذاعة الشرق
في قلب مدينة أفينيون الفرنسية، وتحديدًا في فناء متحف أنجلادون التاريخي، أضاءت الفرقة السعودية للأداء مساحة الفن والتراث خلال مشاركتها في مهرجان “Off Avignon” لعام 2025. وعلى مدار تسعة أيام، قدّمت الفرقة عروضًا أدائية ساحرة جسّدت تنوع التراث الثقافي السعودي وغناه، عبر سلسلة من العروض التقليدية التي مزجت بين الإيقاع، اللون، والحكاية الشعبية.
رحلة عبر التراث السعودي
شهد الجمهور الفرنسي والعالمي أربع لوحات تقليدية رئيسية، جاءت كل واحدة منها كنافذة على منطقة جغرافية مختلفة من المملكة، بطابعها الفريد وتاريخها العريق.
الليوة، لوحة جماعية تنبع من سواحل الخليج العربي، تتميز بإيقاعات قوية تصدر من الطبول الكبيرة ونفخات “السورنَي”، وهي آلة نفخ تراثية شبيهة بالفلوت. هذه اللوحة تعبّر عن الروح الجماعية والانتماء، وهي مستوحاة من الطقوس البحرية التي تمارس في المناسبات الاحتفالية في المجتمعات الساحلية.
أما الخبيتي، فهي لوحة نابضة بالحيوية من منطقة الحجاز، وتُؤدى غالبًا في الاحتفالات والأعراس. تترافق هذه اللوحة مع عزف آلة السمسمية، وأغانٍ تقليدية تُعرف باسم “كَسرة”، وهي نوع من الشعر الشعبي القصير. ترتدي الفرقة أزياء ملونة وزاهية، تعكس بيئة البحر الأحمر وتنوعه الثقافي.
من الجنوب، جاءت لوحة الخطوة لتعكس أصالة منطقة عسير. تُعرف هذه اللوحة بانسجام خطواتها وتكاملها مع الشعر النبطي الذي يُلقى أثناء الأداء. تُقدَّم بحركات دقيقة ومنظمة توحي بالفخر والعزة، ويؤديها الرجال عادةً في صفوف متوازنة، تعبيرًا عن وحدة الصف وقوة الجماعة.
وأخيرًا، قدّمت الفرقة عرضة وادي الدواسر، وهي من أشهر اللوحات النجدية التقليدية. تُؤدى هذه بالسيوف، وتُرافقها الطبول الكبيرة والأهازيج الجماعية التي تمجّد البطولة والانتماء. تحاكي العرضة ملامح الفروسية والروح القتالية، وغالبًا ما تُؤدى في المناسبات الوطنية والاحتفالات القبلية الكبرى.
أداء حي وحضور نابض
ما ميّز هذه العروض لم يكن فقط دقّة الأداء، بل أيضًا السياق الثقافي الذي قُدمت من خلاله. فقبل بدء العرض يخرج المؤدون إلى خارج المتحف الذي قدمت فيه اللوحات، ويقومون بالعزف ودعوة الحضور الذين كان ينشد إلى هذه الإيقاعات ليتبع الفرقة إلى داخل المتحف، ما جعل الجمهور يتفاعل بوعي واهتمام. كما أن حضور الآلات التقليدية السعودية، أضفى على العروض طابعًا حسيًا غنيًا.
قدّمت العروض على مدار اليوم في فترات متقطعة، وكان الدخول إلي هذه العروض مجانيًا، مما ساعد في جذب جمهور متنوّع من مختلف الأعمار والجنسيات.
انعكاس للهوية الثقافية
مثّلت هذه المشاركة لحظة بارزة في انفتاح الثقافة السعودية على العالم، حيث استطاعت هذه العروض أن تقدم صورة حيّة للتراث غير المادي السعودي بلغة الفن والأداء. من خلال الإيقاع، والمشهد البصري، عاش الحضور تجربة ثقافية أصيلة، قدّمتها الفرقة السعودية برؤية حديثة تحترم الجذور وتحتفي بالتنوّع.
