• أكتوبر 10, 2025
  • أكتوبر 10, 2025

راديو أوريان -إذاعة الشرق

في مساء العاشر من أكتوبر عام 2025، أعلن مجلس نوبل النرويجي عن منح ماريا كورينا ماتشادو جائزة نوبل للسلام، تكريمًا لجهودها المتواصلة في الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان في فنزويلا، وسط أجواء قمعية تَهمّشت فيها المعارضة واشتدت فيها الرقابة على الأصوات الحرة.

منذ سنوات، صارت ماتشادو رمزًا للمقاومة السلمية، وشخصية محورية في السعي نحو تحوّل ديمقراطي عادل في بلدٍ واجه أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية عميقة. والحقيقة أن انتخابها لهذه الجائزة لا يعكس نبل مسعاها في معركة السياسة الضاغطة فحسب، بل ينطوي على رسالة قوية إلى العالم: أن الأمل لا يزال قائمًا، وأن المقاومة اللاعنفية قد تُحدث فرقًا حتى في أصعب الظروف.

طوال مسيرتها السياسية، واجهت ماتشادو عقبات عديدة: من الحظر القانوني على الترشّح إلى التهديدات والملاحقات القضائية، وصولًا إلى العيش في الظل أو الاختفاء الآمن في فترات تشتّت الضغط. رغم ذلك، لم تتردد في مواصلة الحشد والتنظيم الشعبي، وزعزعة احتكار السلطة عبر توجيه الضوء إلى الانتهاكات وتعبئة الناخبين، والعمل على كسر دوامة الخوف التي أرادت الأنظمة الحاكمة فرضها.

اختيارها يُعدّ أيضًا تكريمًا لتضحيات كثيرة لا تُرى عادة في معترك السياسة: قُمع الناشطين، الاعتقالات التعسفية، التضييق على حرية التعبير، الضغط الاقتصادي على الفئات الأضعف. بهذه الجائزة، يُسلَّط الضوء على المعاناة اليومية لآلاف الفنزويليين الذين صار صوتهم مهمشًا، وعلى دور المعارضة التي تحاول أن تبقى صوتًا معبرًا بلا خشية الانقراض.

ليس الأمر مجرد تكريم فردي، بل إشارة دولية إلى أن الحركات الديمقراطية المحلّية تستحق الاعتراف والدعم. فالمجلس اختار في هذا الوقت تحديدًا أن يُبرز مقاومة المدنيين في مواجهة قوى النظام، وأن يؤكد أن السلام لا يبدأ دوماً بمعاهدات كبرى، بل أحيانًا بصمود شخص واحد أمام حشد من التحديات.

من جانبها، عبّرت ماتشادو عن امتنانها العميق، وكرّست الجائزة للشعب الفنزويلي، قائلة إنها ليست لنزاع سياسي شخصي بل لمعركة شعب مكلومة ينتظر الحرية. كلامها حمل نبرة حسرة وأمل في آن واحد، وهو مزيجٌ يبدو متأصّلًا في تاريخ البلاد.

هذه الجائزة قد تمنحها حماية دولية تُقلل من المخاطر الواقعة عليها، وربما تفتح لها مجالات للضغط الإعلامي والدبلوماسي من الخارج لدعم التحول الديمقراطي في فنزويلا. لكنها كذلك تضع على عاتقها مسؤوليات كبيرة: المحافظة على نزاهتها في الوسط المعاد، تجنّب الانزلاق نحو الاستقطاب الحاد، وأن تظل صوتًا جامعًا لا منقسِمًا.

في نهاية المطاف، منح نوبل لماتشادو هو توقيت يحمل في طياته أملًا ورهانًا. أمل بأن يكون بزوغها علامة أولى في فجرٍ جديد لفنزويلا، ورهان بأن قوة الكلمة والمقاومة السلمية لا تزال قادرة على التأثير. يذكّرنا هذا الاختيار بأن السلام ليس غيابًا للصراع بقدر ما هو تكريس لحرية الإنسان وكرامته، وأن من يقف في الظل ليطالب بحقوقه يمكن أن يُضيء العالم بجرأته.

راديو أوريان -إذاعة الشرق

في مساء العاشر من أكتوبر عام 2025، أعلن مجلس نوبل النرويجي عن منح ماريا كورينا ماتشادو جائزة نوبل للسلام، تكريمًا لجهودها المتواصلة في الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان في فنزويلا، وسط أجواء قمعية تَهمّشت فيها المعارضة واشتدت فيها الرقابة على الأصوات الحرة.

منذ سنوات، صارت ماتشادو رمزًا للمقاومة السلمية، وشخصية محورية في السعي نحو تحوّل ديمقراطي عادل في بلدٍ واجه أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية عميقة. والحقيقة أن انتخابها لهذه الجائزة لا يعكس نبل مسعاها في معركة السياسة الضاغطة فحسب، بل ينطوي على رسالة قوية إلى العالم: أن الأمل لا يزال قائمًا، وأن المقاومة اللاعنفية قد تُحدث فرقًا حتى في أصعب الظروف.

طوال مسيرتها السياسية، واجهت ماتشادو عقبات عديدة: من الحظر القانوني على الترشّح إلى التهديدات والملاحقات القضائية، وصولًا إلى العيش في الظل أو الاختفاء الآمن في فترات تشتّت الضغط. رغم ذلك، لم تتردد في مواصلة الحشد والتنظيم الشعبي، وزعزعة احتكار السلطة عبر توجيه الضوء إلى الانتهاكات وتعبئة الناخبين، والعمل على كسر دوامة الخوف التي أرادت الأنظمة الحاكمة فرضها.

اختيارها يُعدّ أيضًا تكريمًا لتضحيات كثيرة لا تُرى عادة في معترك السياسة: قُمع الناشطين، الاعتقالات التعسفية، التضييق على حرية التعبير، الضغط الاقتصادي على الفئات الأضعف. بهذه الجائزة، يُسلَّط الضوء على المعاناة اليومية لآلاف الفنزويليين الذين صار صوتهم مهمشًا، وعلى دور المعارضة التي تحاول أن تبقى صوتًا معبرًا بلا خشية الانقراض.

ليس الأمر مجرد تكريم فردي، بل إشارة دولية إلى أن الحركات الديمقراطية المحلّية تستحق الاعتراف والدعم. فالمجلس اختار في هذا الوقت تحديدًا أن يُبرز مقاومة المدنيين في مواجهة قوى النظام، وأن يؤكد أن السلام لا يبدأ دوماً بمعاهدات كبرى، بل أحيانًا بصمود شخص واحد أمام حشد من التحديات.

من جانبها، عبّرت ماتشادو عن امتنانها العميق، وكرّست الجائزة للشعب الفنزويلي، قائلة إنها ليست لنزاع سياسي شخصي بل لمعركة شعب مكلومة ينتظر الحرية. كلامها حمل نبرة حسرة وأمل في آن واحد، وهو مزيجٌ يبدو متأصّلًا في تاريخ البلاد.

هذه الجائزة قد تمنحها حماية دولية تُقلل من المخاطر الواقعة عليها، وربما تفتح لها مجالات للضغط الإعلامي والدبلوماسي من الخارج لدعم التحول الديمقراطي في فنزويلا. لكنها كذلك تضع على عاتقها مسؤوليات كبيرة: المحافظة على نزاهتها في الوسط المعاد، تجنّب الانزلاق نحو الاستقطاب الحاد، وأن تظل صوتًا جامعًا لا منقسِمًا.

في نهاية المطاف، منح نوبل لماتشادو هو توقيت يحمل في طياته أملًا ورهانًا. أمل بأن يكون بزوغها علامة أولى في فجرٍ جديد لفنزويلا، ورهان بأن قوة الكلمة والمقاومة السلمية لا تزال قادرة على التأثير. يذكّرنا هذا الاختيار بأن السلام ليس غيابًا للصراع بقدر ما هو تكريس لحرية الإنسان وكرامته، وأن من يقف في الظل ليطالب بحقوقه يمكن أن يُضيء العالم بجرأته.

من سجون الخوف إلى منصة نوبل: انتصار الشجاعة الفنزويلية