اعداد وتقديم : عبد السلام ضيف الله

استهلّ الترجي الرياضي التونسي مشاركته في كأس العالم للأندية بهزيمة مخيّبة أمام نادي فلامينغو البرازيلي، حيث خسر الفريق بهدفين دون ردّ في مباراة كشفت حجم الفجوة بين مستوى بطل إفريقيا ومنافسه القادم من أمريكا الجنوبية.

رغم آمال جماهير الفريق التي هبت باعداد كبيرة لمساندته و تركت بصمتها بتشجيعها بلا كلل او ملل ، بدا واضحًا منذ الدقائق الأولى أن الترجي لم يدخل اللقاء بنفس الحضور الذهني والجاهزية البدنية التي أظهرها فلامينغو. ظهر الفريق التونسي متراجعًا بشكل لافت، وافتقر للفاعلية الهجومية، كما أن بناء اللعب بدا بطيئًا ومفككًا، وهو ما منح الفريق البرازيلي فرصة فرض سيطرته الميدانية وتنفيذ هجماته بانسيابية واضحة وافتتاح التسجيل بشكل مبكر.

من خلال متابعة فنية للمباراة، يرى المدرب والمحلل الفني طارق الجاني أن الترجي وقع في أخطاء تكتيكية واضحة، أبرزها التمركز الدفاعي غير المنضبط والافتقاد للتغطية في مناطق حساسة، خاصة عند تحوّل فلامينغو من الدفاع إلى الهجوم. كما أشار إلى أن وسط الميدان لم يقم بدوره الدفاعي على النحو المطلوب، مما جعل دفاع الترجي مكشوفًا أمام الضغط البرازيلي.

لم تكن خطة اللعب التي دخل بها الفريق مثالية في مواجهة منافس بهذا الحجم. إذ يرى الجاني أن التراجع المبالغ فيه لم يكن مجديًا، بل منح فلامينغو فرصة مريحة للتحكم في نسق اللقاء. وبدلًا من الاعتماد على الضغط المتوسط ومحاولة بناء هجمات مرتدة منظمة، انكمش الترجي في مناطقه الدفاعية دون أن يُظهر رد فعل هجومي واضح.

ويبدو أن الرهبة لعبت دورًا في أداء لاعبي الترجي، خاصة في الشوط الأول. بعض التحركات اتسمت بالتردد، والتمريرات جاءت غير دقيقة، كما أن الثقة في التعامل مع الكرات تحت الضغط كانت غائبة في فترات كثيرة. كل ذلك يُعزى، وفقًا للجاني، إلى تأثير المنافسة العالمية التي تتطلب جاهزية نفسية لا تقل أهمية عن التحضير الفني.

ورغم الهزيمة، يرى المحلل ذاته أن مثل هذه المباريات تمثل فرصة تعليمية مهمة. فالترجي، بحسب تعبيره، يحتاج إلى قراءة ما حدث بعمق، والعمل على تعزيز التوازن الدفاعي، وإعادة بناء شخصيته التكتيكية، خاصة في اللقاءات التي تجمعه بالمباريات القادمة امام لوس انجلوس وتشيلسي.

بداية الترجي في مونديال الأندية لم تكن مثالية، لكنها ليست نهاية الطريق. فالهزيمة أمام فلامينغو، رغم قسوتها، تحمل في طيّاتها دروسًا ثمينة. والأهم الآن هو كيفية استيعاب تلك الدروس وتحويلها إلى خطوات تصحيحية، تساعد الفريق على الظهور بصورة أقوى وأكثر نضجًا في ما تبقى من مشواره.

تيباس ينتقد كأس العالم للأندية: “بطولة بلا جدوى… وتحرم اللعبة من التوازن”

فتح خافيير تيباس، رئيس رابطة الدوري الإسباني “الليغا”، النار على بطولة كأس العالم للأندية بصيغتها الجديدة، معتبرًا أنها تمثل عبئًا زائدًا على كرة القدم وتخدم مصالح ضيقة على حساب اللعبة ككل.

في تصريحاته، شدد تيباس على ضرورة إلغاء البطولة قائلًا:

“هدفي واضح: لا مزيد من نسخ كأس العالم للأندية. يجب أن تُلغى هذه المسابقة”.

ويرى تيباس أن المشكلة ليست فقط في الزحام الذي تخلقه على مستوى الجدول الزمني، بل في تأثيرها المالي أيضًا. وأضاف:

“لا توجد تواريخ متاحة، ولا حاجة لبطولة جديدة تحول الأموال إلى عدد محدود من الأندية واللاعبين، بينما تُحرم منها جهات أخرى داخل اللعبة”.

من وجهة نظره، هذه البطولة لا تضيف قيمة حقيقية، خاصة في ظل محدودية الموارد المالية، وقال:

“لا يوجد مال إضافي لدعمها، ويجب الحفاظ على التوازن داخل كرة القدم. الشكل القديم الذي يُقام في عطلة نهاية الأسبوع قد يكون مقبولًا، لكن ما يُطرح اليوم غير منطقي لا من حيث الجدول ولا من الناحية الاقتصادية”.

ولم يُخفِ رئيس الليغا عدم اهتمامه بالنسخة الحالية من البطولة، موضحًا أنه لم يتابعها بشكل جاد، وأضاف ساخرًا:

“شاهدت 25 دقيقة من مباراة تشيلسي ولوس أنجلوس، وبدت كأنها مباراة ودية في الصيف. كانت بلا حماس، وفوضى من الناحية التكتيكية”.

تيباس، المعروف بمواقفه الحادة تجاه مشاريع “النخبة” في كرة القدم، مثل دوري السوبر الأوروبي، يبدو أنه يرى في كأس العالم للأندية تهديدًا مشابهًا: بطولة تخدم كبار الأندية وتُثقل كاهل اللعبة على المستويين الاقتصادي والجدولي. تصريحاته تطرح تساؤلات حول مدى واقعية تنظيم بطولة عالمية بهذا الحجم وسط تقويم كروي مزدحم، وتعيد فتح النقاش حول من يخدم هذا النوع من المسابقات بالفعل: اللعبة أم الكبار فقط؟

اعداد وتقديم : عبد السلام ضيف الله

استهلّ الترجي الرياضي التونسي مشاركته في كأس العالم للأندية بهزيمة مخيّبة أمام نادي فلامينغو البرازيلي، حيث خسر الفريق بهدفين دون ردّ في مباراة كشفت حجم الفجوة بين مستوى بطل إفريقيا ومنافسه القادم من أمريكا الجنوبية.

رغم آمال جماهير الفريق التي هبت باعداد كبيرة لمساندته و تركت بصمتها بتشجيعها بلا كلل او ملل ، بدا واضحًا منذ الدقائق الأولى أن الترجي لم يدخل اللقاء بنفس الحضور الذهني والجاهزية البدنية التي أظهرها فلامينغو. ظهر الفريق التونسي متراجعًا بشكل لافت، وافتقر للفاعلية الهجومية، كما أن بناء اللعب بدا بطيئًا ومفككًا، وهو ما منح الفريق البرازيلي فرصة فرض سيطرته الميدانية وتنفيذ هجماته بانسيابية واضحة وافتتاح التسجيل بشكل مبكر.

من خلال متابعة فنية للمباراة، يرى المدرب والمحلل الفني طارق الجاني أن الترجي وقع في أخطاء تكتيكية واضحة، أبرزها التمركز الدفاعي غير المنضبط والافتقاد للتغطية في مناطق حساسة، خاصة عند تحوّل فلامينغو من الدفاع إلى الهجوم. كما أشار إلى أن وسط الميدان لم يقم بدوره الدفاعي على النحو المطلوب، مما جعل دفاع الترجي مكشوفًا أمام الضغط البرازيلي.

لم تكن خطة اللعب التي دخل بها الفريق مثالية في مواجهة منافس بهذا الحجم. إذ يرى الجاني أن التراجع المبالغ فيه لم يكن مجديًا، بل منح فلامينغو فرصة مريحة للتحكم في نسق اللقاء. وبدلًا من الاعتماد على الضغط المتوسط ومحاولة بناء هجمات مرتدة منظمة، انكمش الترجي في مناطقه الدفاعية دون أن يُظهر رد فعل هجومي واضح.

ويبدو أن الرهبة لعبت دورًا في أداء لاعبي الترجي، خاصة في الشوط الأول. بعض التحركات اتسمت بالتردد، والتمريرات جاءت غير دقيقة، كما أن الثقة في التعامل مع الكرات تحت الضغط كانت غائبة في فترات كثيرة. كل ذلك يُعزى، وفقًا للجاني، إلى تأثير المنافسة العالمية التي تتطلب جاهزية نفسية لا تقل أهمية عن التحضير الفني.

ورغم الهزيمة، يرى المحلل ذاته أن مثل هذه المباريات تمثل فرصة تعليمية مهمة. فالترجي، بحسب تعبيره، يحتاج إلى قراءة ما حدث بعمق، والعمل على تعزيز التوازن الدفاعي، وإعادة بناء شخصيته التكتيكية، خاصة في اللقاءات التي تجمعه بالمباريات القادمة امام لوس انجلوس وتشيلسي.

بداية الترجي في مونديال الأندية لم تكن مثالية، لكنها ليست نهاية الطريق. فالهزيمة أمام فلامينغو، رغم قسوتها، تحمل في طيّاتها دروسًا ثمينة. والأهم الآن هو كيفية استيعاب تلك الدروس وتحويلها إلى خطوات تصحيحية، تساعد الفريق على الظهور بصورة أقوى وأكثر نضجًا في ما تبقى من مشواره.

تيباس ينتقد كأس العالم للأندية: “بطولة بلا جدوى… وتحرم اللعبة من التوازن”

فتح خافيير تيباس، رئيس رابطة الدوري الإسباني “الليغا”، النار على بطولة كأس العالم للأندية بصيغتها الجديدة، معتبرًا أنها تمثل عبئًا زائدًا على كرة القدم وتخدم مصالح ضيقة على حساب اللعبة ككل.

في تصريحاته، شدد تيباس على ضرورة إلغاء البطولة قائلًا:

“هدفي واضح: لا مزيد من نسخ كأس العالم للأندية. يجب أن تُلغى هذه المسابقة”.

ويرى تيباس أن المشكلة ليست فقط في الزحام الذي تخلقه على مستوى الجدول الزمني، بل في تأثيرها المالي أيضًا. وأضاف:

“لا توجد تواريخ متاحة، ولا حاجة لبطولة جديدة تحول الأموال إلى عدد محدود من الأندية واللاعبين، بينما تُحرم منها جهات أخرى داخل اللعبة”.

من وجهة نظره، هذه البطولة لا تضيف قيمة حقيقية، خاصة في ظل محدودية الموارد المالية، وقال:

“لا يوجد مال إضافي لدعمها، ويجب الحفاظ على التوازن داخل كرة القدم. الشكل القديم الذي يُقام في عطلة نهاية الأسبوع قد يكون مقبولًا، لكن ما يُطرح اليوم غير منطقي لا من حيث الجدول ولا من الناحية الاقتصادية”.

ولم يُخفِ رئيس الليغا عدم اهتمامه بالنسخة الحالية من البطولة، موضحًا أنه لم يتابعها بشكل جاد، وأضاف ساخرًا:

“شاهدت 25 دقيقة من مباراة تشيلسي ولوس أنجلوس، وبدت كأنها مباراة ودية في الصيف. كانت بلا حماس، وفوضى من الناحية التكتيكية”.

تيباس، المعروف بمواقفه الحادة تجاه مشاريع “النخبة” في كرة القدم، مثل دوري السوبر الأوروبي، يبدو أنه يرى في كأس العالم للأندية تهديدًا مشابهًا: بطولة تخدم كبار الأندية وتُثقل كاهل اللعبة على المستويين الاقتصادي والجدولي. تصريحاته تطرح تساؤلات حول مدى واقعية تنظيم بطولة عالمية بهذا الحجم وسط تقويم كروي مزدحم، وتعيد فتح النقاش حول من يخدم هذا النوع من المسابقات بالفعل: اللعبة أم الكبار فقط؟

الرياضة بلا حدود M بداية متعثّرة للترجي في مونديال الأندية: أخطاء واضحة ودروس ضرورية