إعداد وتقديم: عبد السلام ضيف الله

في صيف لا يرحم، وعلى ملاعب تحتضن نخبة أندية العالم، خاضت الأندية العربية معتركًا ناريًا في النسخة التاريخية من كأس العالم للأندية 2025، بمشاركة قياسية وعدد غير مسبوق من الفرق من مختلف القارات.وبعد جولتين من الإثارة والندية، بدأت ملامح الواقع تتضح، وبرزت الفوارق الفنية، لكن أيضًا كانت هناك ومضات أمل وأداء مشرّف يُكتب بحروف من ذهب.

الترجي التونسي، بعد انطلاقة صعبة، حقق للعرب أول انتصار في البطولة في نسختها الموسعة.الهلال السعودي فاجأ الجميع بثباته أمام ريال مدريد، وخرج من أول جولتين بدون هزيمة، ليؤكد مكانته ضمن نخبة آسيا والعالم. أما الأهلي المصري، فقدّم عرضًا متماسكًا في البداية، قبل أن يصطدم بواقعية بالميراس الصلبة. وفي الجهة الأخرى، تلقّت فرق كالعين والوداد صدمات قاسية، أثارت تساؤلات جماهيرية واسعة حول الاستعداد الفني والذهني لمثل هذا المستوى العالمي.

في هذا التقرير، نفتح ملف الأندية العربية بعد جولتين، نحلل النتائج، نقيّم الأداء، ونرصد بموضوعية من اقترب من المجد؟ ومن بات على مشارف الخروج؟ وهل تبقى من الجولة الأخيرة ما يمكن أن يُكتب فيه أمل جديد؟ لنبدأ تحليلنا المفصل.

لتقييم الحصيلة العربية والوقوف عند حدود المشاركة لكل فريق، سألنا المدرب والمحلل الفني لطفي السليمي.

 

خرج الأهلي المصري في الجولة الأولى بتعادل سلبي أمام إنتر ميامي الأميركي، ثم خسر في الثانية بثنائية نظيفة أمام بالميراس البرازيلي… أداء متوسط، وأمل حسابي لا يزال قائمًا، لكنه صعب ومعقد. محللنا لطفي السليمي قال إن إضاعة الأهلي لضربة الجزاء أمام إنتر ميامي هي التي قوّضت حظوظ الفريق وقد تحكم عليه بالعودة من الدور الأول، خاصة أنه قدم شوطًا ممتازًا أمام إنتر، وهو يملك رصيدًا جيدًا من اللاعبين.

الترجي التونسي: انتصار وامتياز وحسم التأهل ممكن

الترجي التونسي دخل البطولة بخسارة افتتاحية أمام فلامينغو بهدفين، لكنه عاد بقوة وفاز على لوس أنجلوس الأميركي بهدف دون رد، ليكتب للعرب أول انتصاراتهم في البطولة بشكلها الحالي… انتصار أعاد له الأمل، والفرصة قائمة أمام تشيلسي الإنجليزي في الجولة الأخيرة… المواجهة نارية!

لطفي السليمي يقول إن الترجي قدم شوطًا ثانيًا محترمًا أمام فلامينغو، مما أكسبه ثقة أكبر ترجمها بتحقيق انتصار مهم أمام لوس أنجلوس… انتصار مهم جدًا وتاريخي شرف به كرة القدم التونسية والعربية.

واعتبر محللنا أن حسابيًا، للترجي حسابات حقيقية للتأهل إلى الدور القادم، لكن للأسف سيصطدم بفريق تشيلسي، الذي بدوره له ثلاث نقاط، والتعادل يكفيه للمرور إلى الدور القادم، والترجي مجبر بفارق الأهداف على الانتصار أمام عملاق من عمالقة كرة القدم العالمية.

الوداد المغربي والعين الإماراتي… مشاركة كارثية

خسارات ثقيلة ومتتالية… الوداد سقط أمام يوفنتوس ثم مانشستر سيتي، والعين تلقى هزيمتين مذلتين بالخمسة والستة… الفوارق كانت واضحة، والخروج بات أمرًا واقعًا. لطفي السليمي قال إن الوداد انهار تمامًا أمام يوفنتوس، وإن الفوارق كانت كبيرة على كل المستويات، كما اعتبر أن نادي العين لم يقدم مشاركة تليق باسم النادي وتاريخه، وأن المباراة بينهما في ختام المشاركة ستكون بعنوان “حفظ ماء الوجه”، لا أكثر ولا أقل.

الهلال السعودي: الأمل العربي الأكبر

الهلال السعودي واجه ريال مدريد بندية كاملة، وخرج بتعادل ثمين، ثم كرر التعادل أمام سالزبورغ النمساوي… أداء راقٍ، وثقة كبيرة… مباراة الجولة الثالثة أمام باتشوكا ستحدد مصيره… الفوز يعني التأهل المستحق.

محللنا لطفي السليمي لم يخفِ أنه تفاجأ بمردود الفريق السعودي وبشخصيته، وخصوصًا بجرأته الهجومية أمام منافسين أقوياء يُحسب لهم ألف حساب. وأضاف السليمي أن للهلال حارسًا كبيرًا، فالمغربي بونو كان أبرز لاعب بتصديه لركلة جزاء أمام الريال، وخروجه كأفضل لاعب أمام سالزبورغ. وبات الهلال، بحسب محللنا، هو الأقرب للتأهل إلى الدور القادم.

البلايلي وبونو الأبرز

سجل يوسف البلايلي هدف الانتصار على لوس أنجلوس وفاز بجائزة أفضل لاعب، وتصدى بونو لركلة جزاء أمام ريال مدريد، وكان أفضل لاعب في لقاء سالزبورغ، مما جعلهما أفضل لاعبين عربيين إلى حد الآن في المونديال.

مواعيد الجولة الثالثة (بتوقيت باريس):

الثلاثاء 24 يونيو 2025

الأهلي × بورتو : 03:00 فجرًا

الأربعاء 25 يونيو 2025

الترجي × تشيلسي : 03:00 فجرًا

الخميس 26 يونيو 2025

الوداد × العين : 21:00 مساءً

الجمعة 27 يونيو 2025

الهلال × باتشوكا المكسيكي : 03:00 فجرًا

الجولة الثالثة ستكون حاسمة لبعض، وتجميلية لآخرين. الهلال والترجي في اختبار مصيري. الأهلي يحتاج إلى معجزة. الوداد والعين سيبحثان عن وداع مشرف. أما جمهور الكرة العربية، فسيظل مترقبًا على أمل أن يحمل الختام ما يسرّ القلوب ويصنع مجدًا جديدًا.

 

السبت الأسود في الجزائر… ما هي تفاصيله؟

شهدت الجزائر واقعة مأساوية هزت مشاعر الشعب الجزائري وألقت بظلالها على فرحة تتويج نادي مولودية الجزائر بلقب دوري كرة القدم.

في مساء السبت، 21 يونيو الجاري، وعلى أرض ملعب 5 جويلية الأولمبي، وقع حادث تدافع مأساوي أثناء احتفالات أنصار مولودية الجزائر بعد نهاية المباراة أمام نجم مقرة، أسفر عن خسائر بشرية مؤلمة.

المصالح المختصة أكدت تسجيل ثلاث حالات وفاة، بالإضافة إلى أكثر من ثمانين مصابًا بجروح متفاوتة الخطورة، نُقلوا على الفور إلى المستشفيات لتلقي الإسعافات اللازمة.

وللوقوف على تفاصيل هذا الحادث الأليم، ربطنا الاتصال بالإعلامي الجزائري، الأستاذ رابح قاب، الذي نقل لنا تفاصيل ما حصل، وكشف أن التدافع كان هو السبب المباشر لهذه الكارثة التي ألمّت بأنصار المولودية.

وناقشنا كيف أن الاحتفالات الجماهيرية جزء لا يتجزأ من كرة القدم، وسألنا: كيف يمكننا أن نوازن بين الحماس وضمان سلامة الجماهير في مثل هذه المناسبات؟

الفاجعة كبيرة، وقلوبنا جميعًا مع عائلات الضحايا، ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين، داعين الله أن تثمر هذه الفاجعة عن إجراءات حقيقية لضمان سلامة الجماهير في الملاعب.