• يوليو 4, 2025
  • يوليو 4, 2025

روجيه خوري

حتى في فترات الحر الشديد وموجات الحر، تساهم أشجار الدلب (البلاتانوس) في تبريد الهواء في المدن، هذا ما تُظهره دراسة أجراها المعهد الفدرالي للأبحاث حول الغابات والثلوج والمناظر الطبيعية (WSL) والمدرسة الفدرالية متعددة التخصصات في لوزان (EPFL). .

وفقا للدراسة فإن السبب في ذلك هو أن الأشجار الحضرية قادرة على تبريد البيئة من خلال تبخير المياه الموجودة في أوراقها، وهو عنصر يزداد أهمية في ظل تزايد عدد موجات الحر الناتجة عن التغير المناخي.

لكن للأشجار عادة حدود، إذ عندما تتجاوز حرارة الأوراق 30 إلى 35 درجة مئوية، تتوقف عملية التركيب الضوئي، لأن المسام (الثغور) الموجودة على الأوراق تُغلق لتفادي فقدان كمية كبيرة من الماء.

ومع ذلك، درس العلماء سلوك أشجار الدلب في ظروف مناخية قصوى. وكانت النتائج مذهلة، حيث استمرت الأشجار في تبخير كميات كبيرة من الماء حتى عند درجات حرارة تفوق 39 درجة مئوية، مما يسمح بتبريد فعال للبيئة المحيطة بها.

أجهزة استشعار على أشجار الدلب

للوصول إلى هذه النتائج، قام الباحثون في ربيع عام 2023 بتركيب أجهزة قياس على ثماني أشجار دلب تقع في ضواحي جنيف.

وسجلت هذه الأجهزة تدفق النسغ (العصارة) في جذوع الأشجار، مما سمح باستنتاج كمية الماء المتبخر وبالتالي القدرة على التبريد.

ولم يتوقف تدفق الماء في أشجار الدلب، بل حدث العكس: فكلما ارتفعت الحرارة، ازداد التدفق. وقد حدث ذلك رغم الجفاف الكبير في الجو خلال تلك الفترة، حيث وصلت درجة الحرارة إلى 40 درجة مئوية. ولا يزال هذا الحدث غامضاً بالنسبة للباحثين، الذين يفترضون أن احتياطيات من المياه العميقة في التربة لعبت دوراً في ذلك.

فاصلة علمية :

يُعرف هذا التأثير باسم “التبريد التبخيري” (Evaporative Cooling)، وهو ناتج عن عملية النتح التي تطلق فيها النباتات بخار الماء من خلال الثغور في أوراقها. بحسب الأبحاث المنشورة في دوريات فسيولوجيا النبات، فإن أشجار الدلب (Platanus spp.) تتميّز بجهاز جذري قوي يمكنه امتصاص المياه من طبقات التربة العميقة، مما يفسر قدرتها على الحفاظ على معدلات نتح مرتفعة حتى خلال فترات الجفاف والحرارة الشديدة. وقد أظهرت دراسات مماثلة أن بعض أنواع الأشجار تمتلك آليات فسيولوجية تسمح لها بتأخير غلق الثغور، مما يزيد من قدرتها على تبريد البيئة المحيطة في ظل تغير المناخ.

روجيه خوري

حتى في فترات الحر الشديد وموجات الحر، تساهم أشجار الدلب (البلاتانوس) في تبريد الهواء في المدن، هذا ما تُظهره دراسة أجراها المعهد الفدرالي للأبحاث حول الغابات والثلوج والمناظر الطبيعية (WSL) والمدرسة الفدرالية متعددة التخصصات في لوزان (EPFL). .

وفقا للدراسة فإن السبب في ذلك هو أن الأشجار الحضرية قادرة على تبريد البيئة من خلال تبخير المياه الموجودة في أوراقها، وهو عنصر يزداد أهمية في ظل تزايد عدد موجات الحر الناتجة عن التغير المناخي.

لكن للأشجار عادة حدود، إذ عندما تتجاوز حرارة الأوراق 30 إلى 35 درجة مئوية، تتوقف عملية التركيب الضوئي، لأن المسام (الثغور) الموجودة على الأوراق تُغلق لتفادي فقدان كمية كبيرة من الماء.

ومع ذلك، درس العلماء سلوك أشجار الدلب في ظروف مناخية قصوى. وكانت النتائج مذهلة، حيث استمرت الأشجار في تبخير كميات كبيرة من الماء حتى عند درجات حرارة تفوق 39 درجة مئوية، مما يسمح بتبريد فعال للبيئة المحيطة بها.

أجهزة استشعار على أشجار الدلب

للوصول إلى هذه النتائج، قام الباحثون في ربيع عام 2023 بتركيب أجهزة قياس على ثماني أشجار دلب تقع في ضواحي جنيف.

وسجلت هذه الأجهزة تدفق النسغ (العصارة) في جذوع الأشجار، مما سمح باستنتاج كمية الماء المتبخر وبالتالي القدرة على التبريد.

ولم يتوقف تدفق الماء في أشجار الدلب، بل حدث العكس: فكلما ارتفعت الحرارة، ازداد التدفق. وقد حدث ذلك رغم الجفاف الكبير في الجو خلال تلك الفترة، حيث وصلت درجة الحرارة إلى 40 درجة مئوية. ولا يزال هذا الحدث غامضاً بالنسبة للباحثين، الذين يفترضون أن احتياطيات من المياه العميقة في التربة لعبت دوراً في ذلك.

فاصلة علمية :

يُعرف هذا التأثير باسم “التبريد التبخيري” (Evaporative Cooling)، وهو ناتج عن عملية النتح التي تطلق فيها النباتات بخار الماء من خلال الثغور في أوراقها. بحسب الأبحاث المنشورة في دوريات فسيولوجيا النبات، فإن أشجار الدلب (Platanus spp.) تتميّز بجهاز جذري قوي يمكنه امتصاص المياه من طبقات التربة العميقة، مما يفسر قدرتها على الحفاظ على معدلات نتح مرتفعة حتى خلال فترات الجفاف والحرارة الشديدة. وقد أظهرت دراسات مماثلة أن بعض أنواع الأشجار تمتلك آليات فسيولوجية تسمح لها بتأخير غلق الثغور، مما يزيد من قدرتها على تبريد البيئة المحيطة في ظل تغير المناخ.

بيئة : من جنيف إلى مدن العالم.. أشجار الدلب تتحدى لهيب الصيف